بدأت الحكومة برنامجا للتواصل المباشر مع الناس لشرح خططها وبرامجها في التحديث السياسي والاقتصادي والإداري واختارت طلبة الجامعات (الشباب) عتبة لإطلاق هذه السلسة من الحوارات.
الحكومة في ذلك كانت تستجيب أولا لتوجيهات الملك، وثانيا لأنها تحتاج إلى تفهم المجتمع لهذه البرامج ودعمها والتفاعل معها.
بعض أوساط لامت الحكومة على ضعف التواصل الميداني، وهاهي تلومها لأنها تواصلت وتطالبها بتقديم الوعود.
لا نشك لحظة في توفر الإرادة القوية والرغبة الصادقة والتصميم الأكيد عند رئيس الحكومة الدكتور بشر الخصاونة وفريقه في شراكة المجتمع، وحديثه أمام طلبة الجامعات هو توطئة لسلسة بدأت وستمتد الى باقي المحافظات.
لا ننزع عن الطلبة والناس عموما حقهم في الحصول على تطمينات حول المستقبل وملاحظاتهم وتساؤلاتهم وشكوكهم صحيحة ومحقة، على ضوء تجارب سابقة من خيبات الأمل وربما تجاوزوا ذلك عندما انتظروا وعودا كبيرة.
على العكس من ذلك لم يكن مطلوبا من الرئيس قطع وعود لا يمكن تحقيقها أو أنها تجافي الواقع، ولو أنه فعل لكن ذلك خدمة مجانية لتوسيع فجوة الثقة.
تركيز الرئيس انصب على المشاركة السياسية ومنح تطمينات تدعم هذه المشاركة التي تعني الشراكة في صنع القرار الاقتصادي والاجتماعي عندما يصل هؤلاء الشباب الى سدة القيادة في السلطات التنفيذية والتشريعية.
الكلفة المنتظرة للوعود المنتظرة تفوق طاقة الحكومة التي تعاني من العجز في الموازنه وتعتمد على سخاء المانحين والدائنين والحديث عن الثروات الطبيعية غير الموجودة هي تلك الثروات التي تشكل روافع اقتصادية للدول المنتجة للنفط والغاز.
ربما سيزور الرئيس وفريقه الوزارة محافظات وجامعات أخرى تباعاً لاستكمال شرح البرامج واخذ ردود الفعل فكل الخطط هي مرنة تستجيب لاية مقترحات بناءة.
جولة الرئيس وفريقه ليست للاستماع الى الاحتياجات والمطالب والشكاوى انما لطلب شراكة فاعلة من شرائح المجتمع في برامجها.
التوقف عن قطع الوعود ليس لان الموارد المتاحة للحكومة لا تكفي بل لان قطع وعود لا يمكن او يصعب تحقيقها في المدى المنظور هي كذب وخداع لا يخدم سوى تعميق. الشكوك بالمسؤول وبمؤسسات الدولة.
مضى وقت لم نعد فيه بحاجة الى كلام زاخر بالوعود والتعهدات التي تبدأ بكلمة سوف، وجاء الوقت للعمل بما هو متاح.
لا ينتظر الناس والشباب منهم معجزة اقتصادية واجتماعية بل ينتظرون ارادة صلبة لتنفيذ الخطط وحصد النتائج.
هناك نوعان من الفعل الحكومي، الأول بحاجة للأموال وهي غير متوفرة، اما الثاني فهي بحاجة إلى قرارات إدارية وتشريعية تحقق النتائج الإيجابية المستهدفة، وهذا ما تفعله الحكومة.
لا يجب على الحكومة ان تكل من المحاولة في كليهما ولا بد ان تستنفذ كل الوسائل للإصلاح في جميع الاتجاهات.
ليس مطلوبا من الرئيس أن يواصل الدق على صدره يتعهد ولا ان يطلق الوعود والا لكان كل ما يفعل هو الشعبوية بعينها لتمرير مرحلة، بل عليه الاستمرار في الدخول الى عمق البرامج لان تصيد العبارات الشخصية لن يصل بنا إلى أي مكان.