مدار الساعة - تُعدّ الكعبة المشرّفة من أهم المعالم الدينية في الإسلام، وتحظى بتقدير واحترام كبيرين من المسلمين في جميع أنحاء العالم. ومن أجل الحفاظ على نظافتها وتأكيد قدسيّتها، يتم غسل الكعبة المشرّفة بشكل دوري على يد فريق من العاملين المدربين على هذه العملية.
إنّ تفاصيل غسل الكعبة المشرّفة، هي موضوع يثير الفضول والاهتمام عند الكثيرين، وتعدّ هذه العملية أحد الشواهد على الاهتمام الكبير الذي يوليه المسلمون لهذا المكان المقدس. ولذلك، في هذا المقال، سنتحدث عن مدى تكرار غسل الكعبة المشرّفة، والمواد التي تُستخدم في هذه العملية الحساسة.
كم مرة تُغسل الكعبة؟
منذ عهد الملك عبد العزيز آل سعود، تُغسل الكعبة مرتين سنويا؛ المرة الأولى في شهر محرم، والثانية في أول شهر شعبان.
استمر الحال هكذا حتى مايو 2016، حينما أعلنت المملكة العربية السعودية الاكتفاء بغسل الكعبة مرة واحدة سنويا وتكون في شهر محرم.
في الوقت الحالي، تُغسل الكعبة من الداخل مرتين، الأولى في أول شهر شعبان، والثانية في منتصف شهر ذي القعدة.
ما المواد المُستخدمة في عملية غسل الكعبة؟
يُستخدم في غسل الكعبة خليط للتنظيف، يتكون من ماء زمزم، والورد الطائفي من الدرجة الأولى، والعود من الدرجة الأولى. أما عن الأواني والأباريق المستخدَمة في عملية الغسل، فتكون مصنوعةً من النحاس والفضة، وتُستخدم مرة واحدة فقط.
وكانت وكالة الأنباء السعودية (واس) قد أعلنت في وقت سابق من العام الماضي، أنها خصصت مكانس ذكية لتنظيف وتطهير سطح الكعبة. يمكن لواحدة من تلك المكانس الذكية، تنظيف سطح الكعبة في مدة لا تتجاوز 20 دقيقة، ويمكنها العمل يدويا أو عبر التطبيق الذكي. تبدأ عملية الغسل برشّ الماء على السطح ومسحه مرتين، ثم بعدها التجفيف ورشّ ماء الورد الطبيعي.
ووفقا لوكالة واس، فإنّ المكنسة الذكية تغطي مساحة 180 مترا مربعا في ثلاث ساعات، وبقوة شفط 2000 باسكا لخزان 400 مل للأتربة، وخزان المياه 250 مل، وبثلاث سرعات، عادي، سريع، سريع جدا. وتحرص المملكة على أعمال التطهير التي يقوم بها فريق سعودي فني مختص، وفق جدول زمني محدد، وعبر مراحل تبدأ بكنس سطح الكعبة، وإزالة الأتربة، ثم مسح السطح وحامل الكسوة، والجدار الحائط، إلى جانب باب سطح الكعبة من الخارج بالأقمشة المبللة.
ماذا عن كسوة الكعبة؟
في فجر يوم عرفة من كل عام، ترتدي الكعبة كسوة جديدة بعد إنزال الكسوة القديمة، وتُصنع الكسوة من الحرير الخالص المصبوغ باللون الأسود، وتكون مزينة بالذهب والفضة، ما يجعل تكلفة صنعها باهظة تصل إلى نحو6 مليون دولار.
تحظى عملية غسل الكعبة المشرّفة بأهمية كبيرة بالنسبة للمسلمين، حيث إنها تمثل رمزًا للتقوى والتطهير والطهارة. وتعكس هذه العملية الاحترام والتقدير الذي يشعر به المسلمون بشأن هذا المكان المقدس، وتعزز شعورهم بالانتماء إلى الأمة الإسلامية.
(وكالات)