أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة طقس اليوم

جون موني ونظرية الجندر


أ.د. بلال ابوالهدى خماش

جون موني ونظرية الجندر

مدار الساعة ـ
نظرية الجندر (النوع الاجتماعي والتحول الجنسي) والعالم النيوزيلندي الأمريكي أ. د. جون موني، عالم نفس وباحث ومؤلف وأستاذ جامعي نيوزيلندي وأمريكي، ولد في 8 يوليو 1921 في مورينسفيل في نيوزيلندا، وتوفي في 7 يوليو 2006 في توسون في الولايات المتحدة بسبب مرض باركنسون.
تبنى هذا العالم في 1955 نظرية "ان البشر يولدون محايدين جندرياً " وأن التربية فقط هي من تحدد السلوك للجنسين ذكرا كان ام انثى. وهو أول من بدأ النظر الى الهوية الجنسية كمفهوم اجتماعي عندما ابتكر كلمة "Gender" في عام 1967 والتي تنص على ان الهوية الجنسية تختلف عن الجنس، وان الهوية الجنسية مفهوم إجتماعي يمكن تعديله حسب ما يفرضه المجتمع، وكان يؤمن بان كل طفل من اي جنس يمكن ان يُبرمج على ان يصبح من الجنس الآخر اذا تم معاملته على ذلك من قبل اهله والمجتمع. فالجنس البيولوجي لشخص ما، هو تشريح الجهاز التناسلي للفرد، بالإضافة إلى خصائص الجنس الثانوية والجندر الذي ينتمي إليه هذا الشخص. إذ يشير الجندر إما إلى الأدوار الاجتماعية القائمة على جنس الشخص (الدور الجندري) أو عملية سيكولوجية يُشابه أو يُحاكي من خلالها الفرد، جانبًا أو خاصية أو سمة لدى الآخر، ويتحول بشكل كلي أو جزئي من خلال النموذج الذي يقدمه ذلك الآخر.
ويحدث ذلك عن طريق سلسلة من التقمصات التي تُؤسَس عليها أو تُحدَد من خلالها الشخصية للفرد مع جندر ما بالإستناد إلى وعيه الداخلي وهي الهوية الجندرية. قد لا يتماشى الجنس المُحدد عند الولادة لشخص ما مع جندره في بعض الحالات، فيكون هذا الشخص عابرا جندريًا مثلًا.
قد يمتلك الشخص خصائص جنسية بيولوجية من شأنها أن تعقّد عملية تحديد الجنس في بعض الحالات، فيكون الشخص ثنائي الجنس البيولوجي مثلًا (وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا (النساء:119)). وقد قام العالم جون موني بتبنى قضية التوأمان ريمر لتأييد نظريته الجندرية، وُلِدَ بروس ريمر وأخوه التوأم بريان في مدينة وينيبيغ في كندا وعندهما مشاكل في التبول في عمر ستة أشهر بسبب عيب خِلقي بسيط في عضويهما التناسليان. فتم عمل في عام 1966 عملية ختان اولا لبروس بطريقة الكي غير التقليدية كعلاج، وللأسف تم حرق معظم عضوه التناسلي ولم يكن من الممكن إصلاحه جراحيا، ولذلك لم يعمل ختان لأخيه برايان. اصطحب الوالدان إبنهما بروس إلى مستشفى هوبكنز في الولايات المتحدة الأمريكية بعد ان قابلا العالم جون موني الذي ظهر على برنامج إخباري كندي سنة 1967، وكان يناقش فيه فكرته عن الجندر. وأقنعهما بأن أفضل حل لإبنهما بروس هو تحويله لأنثى وتركيب له مهبلا جراحيا. فإقتنع والديه بالفكرة وظنوا أن رضيعهم بروس سيتمكن من تحقيق نضوج جنسي فعال إذا تم تحويله إلى أنثى. كانت حالة بروس تجربة مثالية للعالم جون موني لأنها مثلت له فرصة ذهبية ليؤكد نظريته الجندربة من خلال دراسة حالة بروس الذي سيتم تربيته كأنثى بالرغم من أنه وُلد كذكر طبيعي. وبعدما أقنع جون موني والدي بروس بنظريته، أجريت لبروس عملية تحويل جنسي عن طريق استئصال أعضائه التناسلية وأوصى جون بعد العملية بعلاج هرموني أيضا، وقد كان عمر بروس آنذاك اثنين وعشرين شهرا. تغير جندر بروس إلى أنثى وتقررت تربيته كفتاة اسمها بريندا. وأشرف العالم جون موني على تقييم حالته النفسية، إذ كان يقابله وأخوه بريان سنويا ليقيم النتائج. كما وجه جون تعليماته الصارمة للأب والأم بتجنب الكلام مع بروس عن حقيقة حالته وأصر على أنه لا يجب أن يعرف أبدا أنه لم يكن فتاة منذ الولادة. وقد حاولت أمه كل ما في وسعها لتربية بروس كأنثى، فكانت تلبسه ملابس الفتيات، وتعامله كما تعامل الفتيات، وعلمته كيف يضع مساحيق التجميل وكيف يتصرف كأنثى. إلا ان بروس كان يكره ملابسه الأنثوية، وكان يمزق ثيابه، ولم يتمكن من تعلم المشي كفتاة، كان يمشى دائما مثل الذكور، وكان يكره شعره الطويل، ويهشم كل الدمى التي تهدى إليه كأنثى، ولم يرغب أبدا في القيام بأي من الأنشطة التي تقوم بها الإناث عادة وكان بروس يشعر دائما أنه صبي.
كانت عملية بروس أول عميلة تحول جنسي وتغيير جندر جراحي تجرى لطفل ذكر لم يعانِ من اضطراب الهوية الجنسية ولم يكن ثنائي الجنس (intersex)، بل كان ذكرا طبيعيا.
لم ينته الأمر هنا، فقد كان العالم جون موني يجبر بروس وأخاه التوأم بريان عند زيارتهما له كل مرة بأن يقوما بتمثيل أوضاع جنسية، كما كان يجبرهما على خلع ثيابهما ثم يلتقط صورا لهما وذلك حتى يقوم بالمقارنة بينهما كونهما يمتلكان نفس الجينات ونفس البيئة الأسرية ونفس البيئة داخل الرحم وينشر أوراقا بحثية عن تجربته والتي يدعي انها ناجحة.
يقول بروس: كان جون يصرخ في وجهي، آمرا إياي أن أخلع ملابسي ولكني لم أكن أرغب في خلعها فكنت اتسمر دون حركة، فكان يصرخ، وكنت أخاف أن يضربني فكنت أخلع ملابسي وأبقى عاريا وأوصالي ترتعد. كان جون موني يزعم أن هذه “التمثيليات الجنسية” خلال الطفولة تساعد على تطور الهوية الجنسية بشكل صحي عند البلوغ. وقد كان جون أحد مروجي البيدوفيليا (اشتهاء الأطفال) وصرح في أحد كتبه بأن الباحثين في مجال الجنس وعامة الناس لا يفرقون بين اشتهاء الأطفال بغرض الإعتداء الجنسي وإشتهاء الأطفال بغرض الحب وليس الجنس فقط. وقال أيضا: إذا رأيت حالة صبي يبلغ من العمر عشرة أو أحد عشر عاما ينجذب بشدة إلى رجل في العشرينات أو الثلاثينيات من عمره، فإذا كانت العلاقة متبادلة تمامًا، وكانت الرابطة متبادلة تمامًا ... فعندئذٍ لن أسميها حالة مرضية بأي شكل من الأشكال.
نشر جون ابحاثا وتقارير عن تقدم حالة بروس وكان يذكر أنّ تحوله لأنثى يسير بصورة ناجحة، مستخدماً هذه الحالة لدعم نظريته. وكتب جون موني: إنّ تصرفات الطفل بروس هي تصرفات فتاة بكل وضوح، وتختلف تماما عن التصرفات الذكورية، بل وكان يجبر والدي بروس على الكذب بشكل مستمر في الزيارات السنوية من اجل نجاح التجربة. عندما بلغ بروس ثلاثة عشر سنة من العمر، عانى من اكتئابٍ حاد وأخبر والديه أنه سيقدم على الإنتحار لو أجبروه على رؤية جون مرة ثانية، وأخيرا باح والدا بروس بالحقيقة له وأخبروه بأنهم قاموا بذلك إتباعاً لنصيحة العالم جون. وعندما أصبح عمر بروس أربعة عشر سنة، قرر أن يعود لهويته الجندرية كذكر مجدداً، و غير اسمه إلى ديفيد وبعدها لجأ بروس سنة 1987 للتدخل الجراحي ليعود ذكرا مجددا، إذ تلقى حقن هرمون الذكورة التوستيسترون، وأجرى عملية جراحية لإزالة ثدييه، وأجرى عمليتين جراحيتين لتركيب قضيب وترميم المتبقي، وفي سنة 1990 تزوج من جين فونتان، وتبنيا ثلاثة أطفالا.
لم ينتهِ الأمر إلى هنا، فقد عانى بروس من اكتئابٍ حاد مجددا وساءت علاقته بوالديه لأنه شَعر بأنهم سبب معاناته، بالإضافة لذلك عانى من البطالة، ثم بعدها بمدة صُدم بوفاة أخيه التوأم بريان عن طريق جرعة زائده للإكتئاب بسبب عدم تقبله للتغير الذي حدث لأخيه. وفي سنة 2004 أنهى بروس حياته بواسطة بندقية صيد، كان عمره آنذاك 38 سنة. وقبل أن ينهي بروس حياته، ظهر على برنامج أوبرا عام 2000 ليحكي معاناته للعالم أجمع. لقد حمّل والدي بروس الطبيب جون موني مسؤولية وفاة إبنيهما بريان وبروس بينما رفض الدكتور موني تماما الإعتراف بالمشكلات التي كان يعانيها ابنهما. وتبنت الأمَم المتحدة نظرية جون موني الجندرية وتحاول الأمم المتحدة تعميمها وفرضها على شعوب العالم.
مدار الساعة ـ