رغم أن «منتدى المال والأعمال الأردني العراقي» الذى افتتحه يوم أمس في العاصمة عمّان وزير الصناعة والتجارة والتموين، ووزير العمل يوسف الشمالي، مندوبا عن رئيس الوزراء الدكتور بشرالخصاونة..أقول أنه على الرغم من أن ذلك المنتدى يأتي في سياقات اللقاءات المتعددة والمتكررة بين الاردن والعراق سواء في الاردن أو في العراق، من أجل بحث الفرص الاستثمارية بين البلدين، الا ان هذا المنتدى تحديدا مختلف بأمور تميّزه عن اللقاءات الأخرى بين الطرفين وفي مقدمتها:
- أنه يقام في الأردن بمبادرة من مستثمرين عراقيين ممثلين بمنظّم المنتدى وهو «مجلس الأعمال العراقي في عمّان»، وبحضور عراقي من القطاعين العام والخاص جاؤوا من العراق ومن الأردن لمناقشة الفرص الاستثمارية هنا وهناك.
- أن القطاع الخاص الغالب على الحضور من الجانبين الأردني والعراقي هو من يطرح الفرص ويشرح تفاصيلها في القطاعات الاقتصادية ذات الأولوية هنا وهناك.
والدليل على ما نقول ما يلي:
1 - رئيس مجلس الأعمال العراقي في عمّان الدكتور ماجد الساعدي، اشار بوضوح الى ان موازنة العراق للعام الحالي تركز على قطاعات واسعة من بينها :( بناء مليون وحدة سكنية - و10 آلاف مدرسة - بالإضافة الى مشاريع البنى التحتية)..الأمر الذي يفتح مجالا واسعا أمام الشركات الأردنية والعربية للاستثمار في هذا المجال.. داعيا القطاعين الخاص الأردني والعراقي الى استثمار الفرص المتاحة بين البلدين.
2 - رئيس الهيئة الوطنية للاستثمار في العراق الدكتور حيدر مكية قال ان الساحة العراقية اليوم تشهد انطلاق الكثيرمن الفعاليات الاستثمارية في قطاعات (الإسكان - الطاقة - الزراعة - الصناعة - والبنى التحتية )..كما دعا الشركات الأردنية والمستثمرين الاردنيين الى المشاركة في إنجاز (مشروع طريق التنمية ) وهو مشروع استراتيجي كبير يصل الى الأردن وسوريا وستقام على جانبي الطريق مدن صناعية وتجارية ( المشروع في طور الدراسات وإعداد التصاميم حاليا).
مكية أشار مباشرة الى مشروعات تعمل بلاده حاليا على تنفيذها سيّما في (قطاع الإسكان من خلال بناء المدن السكنية وإنشاء مصنع إنتاج السيليكا).
- أكثر من ذلك فقد لفت مكية الى «أن العمل جار لتوفير قطع أراض بحيث تكون بمثابة بنك أراضي متاحة للاستثمار»، وإقامة المشاريع في العديد من القطاعات.
3 - من الجانب الأردني أشارت وزيرة الاستثمار خلود السقاف الى فرص استثمارية في الأردن في قطاعات (تكنولوجيا المعلومات - السياحة - السياحة العلاجية - الصناعات الدوائية - العلوم الحياتية - خدمات الرعاية الصحية -الصناعات الغذائية - الألبسة والمنسوجات -الزراعة - الخدمات اللوجستية - الكيماويات - والأسمدة).
4 -رئيس اتحاد رجال الاعمال العرب حمدي الطباع تحدث عن مشاريع التكامل الاقتصادي وفي مقدمتها (مشروعا الربط الكهربائي وأنبوب النفط بين البصرة والعقبة )..كما أكد ضرورة التركيز على قطاعات (الإنشاءات والمقاولات - السياحة - القطاع المالي -..وغيرها).
- المعنى أن الرؤية واضحة تماما لدى القطاع الخاص من كلا البلدين للفرص الاستثمارية في الأردن والعراق..والمطلوب استثمار الفرص وتحويلها الى مشاريع يلمس أثرها مواطنو البلدين من خلال خلق فرص عمل تشغّل الشباب الباحث عن العمل..ولكن يبدو ان هناك معوقات او تحديات لا زالت تبطئ المضي قدما نحو مراحل متقدمة في تنفيذ المشاريع تطرق لها المتحدثون في المنتدى يوم أمس..ومنها:
- اتخاذ خطوات تنفيذية أسرع بتنفيذ المشاريع الكبرى تحديدا وفي مقدمتها (المنطقة الاقتصادية المشتركة - الربط الكهربائي- وأنبوب النفط بين البصرة والعقبة).
- القضايا الجمركية..وتوسعة قوائم السلع الأردنية المعفاة من الرسوم الجمركية.
- المضي قدما بزيادة حجم التبادل التجاري الذي ارتفع من (580 مليون دولار) عام 2021 إلى (900 مليون دولار) العام الماضي.
- تسهيل عمليات النقل البري.. وإيجاد حلول للتحديات المتعلقة بنقل البضائع بين البلدين.
- تحديات تواجه التمويل والتحويلات البنكية.
- مزيد من تسهيل حركة تنقل المستثمرين بين البلدين.
باختصار.. فإننا نكرّر دائما، ونقرّ بوجود فرص استثمارية بين الأردن والعراق، ونؤكد على أن تحويلها لواقع ملموس يعزّز «التكامل الاقتصادي» المنشود بالإضافة إلى الشقيقة الكبرى مصر.. فقط المطلوب الإسراع بإزالة المعوقات والتحديات وتحويلها إلى فرص.
