عندما يتحدث الناس عن التقاعد، يعتقد كثيرون أن المرحلة التي تلي مرحلة العمل هي فترة من الراحة والإسترخاء، ومع ذلك فإن واقع الأمر يختلف تمامًا حيث يمكن أن يسبب التقاعد العديد من الأضرار على الشخص عندما يتم بعز عطائه وفي أفضل سنوات حياته المهنية.
عندما يتقاعد الشخص وهو بعز عطائه، يعتقد أن هذا القرار سيكون الحل للخلاص من عبء العمل والحصول على فترة راحة طويلة، لكنه يكتشف فيما بعد أن هناك العديد من الآثار السلبية التي يتسبب بها التغيير الحاد في نمط حياته.تبدأ المشكلات الأكثر شيوعا التي يواجهها الأشخاص المتقاعدون بعد الاعتزال بالارتباط بالصحة، فالشخص الذي يعتزل بعد عمرٍ طويل، عادةً ما يعاني من بعض المشكلات الصحية المزمنة أو يكون في حالة صحية أقل مما كان عليه في فترة العمل، وقد يؤدي ذلك إلى تغييرات كبيرة في نمط حياته.كما يؤدي التقاعد إلى فقدان الهوية المهنية المدافعة عن الذات والكيان الذاتي الذي يتركز حول وظيفة الشخص فعندما يعتزل الشخص؛ فإن الوظيفة التي شغلها لفترة طويلة لم تعد موجودة وهذا يمكن أن يؤدي إلى نقص في تحديد نفسه والبحث عن هويته الجديدة.وقد يؤدي أيضًا إلى الشعور بالقلق والتوتر بسبب تغيرات في الوضع الاجتماعي والدخل الذي يتلقاه بعض الأشخاص ولذلك ؛ تعاني العديد من النساء اللواتي يعتزلن العمل في المرحلة الأخيرة من الحياة العملية من قلق شديد حول كيفية إدارة الحياة المالية والتجاعيد الجمالية ودخول الفترة الحرجة لعمرهن.في النهاية، ينتقل الأشخاص الى حياة التقاعد بمجرد اعتزالهم حياتهم المهنية، وقد تكون هذه الحياة بعيدة جدًا عن مستواهم ومستوى قدراتهم، قد يجدون أن الفراغ والوقت الذي يمضون فيه يجعلهم يعانون من الاكتئاب والعزلة والشعور بالقلق.في الختام، يمكن القول إن التقاعد يشكل تحولًا مهمًا في حياة أي شخص، خاصةً عندما يتم بعز عطائه وفي أفضل سنوات حياته المهنية، وهو يتطلب الكثير من التخطيط والإعداد والتحضير لتجنب أي آثار سلبية وإقناع النفس بضرورة تغيير نمط الحياة وتوجيه الأهداف نحو الأمور الإيجابية و الإسترخاء وقضاء وقت ممتع؛على الرغم من أن التقاعد يمكن أن يكون وقتًا للراحة والاسترخاء ، فإنه قد يتضمن أيضًا بعض السلبيات للأفراد في النهاية، يعتمد مدى جودة الحياة اللاحقة لأي شخص بعد التقاعد على عدة عوامل ، مثل الميزانية ، والاهتمام الصحي ، والمساندة الاجتماعية، لذلك يجب على الأفراد التحضير والتخطيط لمرحلة الاعتزال المبكر وتقييم خياراتهم المختلفة بعناية للحفاظ على جودة الحياة والارتقاء بمستواها.