أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات جامعات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

هؤلاء ينافسون 'جوجل'


علاء القرالة

هؤلاء ينافسون 'جوجل'

مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ
ان يخرج علينا خبراء وعبر منصات التواصل الاجتماعي ليتحدثوا في كل شيء وحول اي موضوع فهذه براءة اختراع جديدة تسجل لبعضهم وتدخلهم اجواء المنافسة مع محرك البحث جوجل في المعرفة، حتى انهم بأحيان كثيرة يتفوقون على هذا المحرك بكل شيء بغض النظر عن التخصص، فماذا اصاب هؤلاء ام انه جنون المعرفة؟.
الغريب ان هؤلاء الخبراء وجلهم من المسؤولين السابقين اثبتت التجارب وبالعديد من المناصب التي تقلدوها عدم قيامهم بكل ما ينظرون به الان، حتى أن بعضهم استلم اكثر من منصب بسبب تنظيره لتثبت التجربة ان الكلام سهل جدا والتنظير عبر الشاشات اكثر سهولة، فينطبق عليهم المثل العامي الذي يقول «الحكي على المرتكي هين»، غير انه وللاسف وبالرغم من الفشل الكبير لتجارب بعضهم في تولي المناصب وتحديدا الاقتصادية منها لم يمنعهم عن الاستمرار بالتنظير والتشكيك بهدف إعادة انتاج انفسهم.
حسنا لا احد يمنع اي احد من الحديث والتنظير والكلام في مختلف جوانب الحياة العامة سواء كانت سياسية او اقتصادية او اجتماعية فالقانون كفل حق التعبير لكافة الاردنيين، واما ان يتعامل هؤلاء مع المستمعين لهم على اساس عقل السمكة والتي تنسى سريعا تجاربهم المريرة وفشلهم بالعمل العام والذي يعلقونه دائما على اسباب تكون الدولة سببا فيه لجذب التعاطف والشعبويات لهم، وحتى وان عادوا للعمل العام من جديد فهم يتنكرون سريعا لكل ما كانوا به ينظرون على الحكومات وزملائهم السابقين بحالة انفصام رهيبة.
المقلق كثيرا بان هؤلاء المنظرين الذين يختبئون خلف مسمى خبير باتت السلبية سمتهم الدائمة، فهم وفي كل احاديثهم لا يتحدثون سوى بالجوانب السلبية حتى ان بعضهم يشعرنا باننا ننام من غير طعام وبان اقتصادنا الوطني منهار وبأننا فاشلون في كل شيء، وهذا ما تسبب بخلق حالة من السوداوية عند البعض من شبابنا وشابتنا المقبلين على الحياة، فيصورون لهم المستقبل كآبة وجحيم ويرفضون الاشادة باي منجز او تجربة ناجحة نقوم بها.
تخيلوا يا رعاكم الله ان احدهم ومن خلال منصات التواصل الاجتماعي يتحدث بفخر واعجاب عن تجارب دول مجاورة اقتصاديا وكيف انها قاومت التضخم والظروف العالمية التي تعرضت لها كل دول العالم، بينما في الحقيقة كافة مؤشراتها الاقتصادية والحالة المعيشية لشعوبها تثبت عكس ما يقول فالتضخم وصل لديهم حد الجنون وعملاتها الوطنية قد انهارت وشعوبها تقف بالطوابير للحصول على سلعة، وبالمقابل لا تسمع منه اي اشادة بتجربتنا التي يحاول طمسها باعتباره خبيرا وعلامة.
المعرفة التي يتمتع بها بعض المنظرين والخبراء لدينا جعلتهم ينافسون «جوجل» لا بل انهم تفوقوا عليه في كثير من المرات، فبعضهم يعرف في كل شيء في العلوم والاقتصاد والسياسة والاجتماع والشعر والرياضة والاهم من ذلك ترؤس الجاهات، ومن هنا ارجوكم نظروا في كل شي وتحدثوا بكل شيء دونما ان تسببوا السلبية والسوداوية والاحباط لنا لتحصلوا على شعوبيات زائفة على حساب الوطن.
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ