مدار الساعة - وجّه الاقتصادي الأردني المعروف الدكتور جواد العناني رسالة للأردنيين حول المشهد الاقتصادي الذي يشهده العالم بعد الأزمة الاوكرانية الروسية التي اثرت سلباً على الاقتصاد العالمي.
ورأى العناني، الذي شغل منصب رئيس الديوان الملكي ونائب رئيس الوزراء سابقًا، في حديث لـ مدار الساعة، أن الظروف متغيرة، وأن الخير قادم في المستقبل.ودعا العناني الاردنيين إلى عدم اليأس، وقال "يجب على الناس ألا تيأس، فاليأس لا يحسن الأمور"، مشدداً في الوقت ذاته على أن الامل والعمل هما مفتاح النجاح.ونصح العناني خلال ندوة اقامها النادي الدبلوماسي الأردني، بعنوان واقع الاقتصاد الاردني نحو مستقبل افضل، بحضور العديد من الاقتصاديين والدبلوماسيين والسفراء والمهتمين، مساء الاثنين "بالاستثمارات النقدية في الأردن".وحول ملف الاستثمار في الاردن، رأى العناني أن مشكلة الاستثمار في الاردن أصبحت مثل قصة الحيّة، موضحاً "كل واحد بقول بالزمانات أنا لقيت حيّة" وكذلك "الكل عنده قصة عن مستثمر حاول الاستثمار وشرد"، مشدداً العناني "اننا نتحدث في هذه المشكلة اكثر من ان نعمل على البحث في حلولها".وحول إنشاء مدينة جديدة في عمان قال "انني اتفق مع انشائها لكنني لا اتفق مع الموقع في جنوب عمان".واضاف بتصريح لمدار الساعة انه يرى موقع القطرانة "الأفضل" كونه يحتوي على كافة الموارد، فالموقع يعتبر دافعاً للسكان.وخلال الندوة قال العناني، ان العالم يقف اليوم على عتبة تغيير جديدة، لم يعد عالماً افتراضياً، متسائلاً الى اين نحن ذاهبون في هذا العالم، مؤكدا اننا نحتاج الى نموذج اقتصادي جديد يحل المشاكل الاقتصادية.واكد ان مقاييس العالم اليوم (الكم والنوع والزمان والمكان) بدأت تختلف، وصار تأثير كل شيء في العالم يصلنا من خلال الهاتف.وحول مستقبل الدول الصغيرة في العالم واين الاردن في هذا العالم في المستقبل القريب، قال ان الاقتصاد الاردني للعام الحالي افضل من العام السابق وهنالك بعض المؤشرات تحسنت بشكل ايجابي، مشيرا الى ان العجز في الموازنة اصبح اقل من العام الماضي، وان قدرة الأردن على سداد الديون ما زالت قوية.وتابع: لا يوجد حل اقتصادي يملكه الاقتصاديون وحدهم، مشيراً الى التضخم والبطالة، فتأثيرهما على المجتمع بشكل مباشر، فيما نحن نحتاج الى التكاتف والعمل الجماعي وليس الفردي فـ"نحتاج الى تفكير اقتصادي واداري وسياسي مبدع للخروج من المشاكل الاقتصادية".وحول سعر صرف الدينار الاردني امام الدولار والقوة الشرائية للدينار، قال إن الأردنيين لا يريدون أن تتكرر تجربة 1989 والتي عانوا فيها كثيرا، مشدداً على "ان الدينار في مأمن الآن".غير ان العناني أشار إلى أن العجز التجاري كبير، بسبب ان استيراداتنا اكبر من صادراتنا، ومن هنا رأى ضرورة رفع الانتاجية المحلية، حيث ان الظروف النقدية العالمية متقلبة، معتقدًا ان اهم مشكلة يجب معالجتها هي مشكلة الفقر.واكد العناني ان الحكومة الأردنية من أغلى الحكومات في العالم، كون 70 بالمائة من النفقات الجارية تذهب للأجور والرواتب والتقاعدات.وحول موضوع القطاعات الاقتصادية التي تعتبر مزعجة للمواطنين، بين العناني ان اكثر ٣ قطاعات مزعجة للناس هي النقل، والمياه والحكومة الالكترونية.