مدار الساعة - اكد رئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية الدكتور خالد طوقان عمق العلاقات الأخوية التاريخية التي تربط الأردن والعراق الشقيق وخاصة في المجالات العلمية والتكنولوجية والتي رسختها قيادتا البلدين.
وأشار إلى رغبة الأردن في توسيع نطاق التعاون مع الدول العربية بما في ذلك العراق واستعداده لتقديم الدعم الفني والتدريبي وتبادل الخبرات في مجال الطاقة النووية السلمية.
وبحسب بيان صدر اليوم عن الهيئة، قال طوقان خلال استقباله أخيرا وزير التعليم العالي والبحث العلمي العراقي/رئيس هيئة الطاقة الذرية العراقية الدكتور نعيم العبودي على رأس وفد عراقي أن الأردن يؤمن على الدوام بالعمق العربي والعمل المشترك وتعزيز العلاقات الثنائية المتينة التي تربطنا مع أشقائنا في العراق لتحقيق الأهداف الطموحة لمستقبل علمي زاهر وخاصة في التعاون الثنائي في المجالات العلمية والتكنولوجية واستخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية.
وقال رئيس الهيئة إن المفاعل النووي الأردني يمثل صرحاً علمياً شامخاً في الإنجاز الأردني على المستوى الوطني والعالمي بفضل الكفاءات والخبرات الأردنية المبدعة التي تعمل بالمفاعل لتحقيق مستويات متقدمة في البرنامج النووي الأردني للأغراض السلمية والتي تواكب كل التطورات العلمية في العالم.
وتطرق طوقان الى إنجازات برنامج الطاقة النووية الأردني بجميع مقوماته التي تتضمن محطة الطاقة النووية الأردنية، ومشروع المفاعل النووي الأردني للبحوث والتدريب، إضافة الى مشروع استكشاف وتعدين اليورانيوم وتطوير الموارد البشرية وما حققه المركز الدولي لضوء السنكروترون للعلوم التجريبية وتطبيقاتها بالشرق الأوسط (سيسامي) في تحقيق التفوق العلمي والتكنولوجي في الشرق الأوسط والأقاليم المجاورة .
وأوضح طوقان أن الهيئة حققت إنجازات نوعية حقيقية علمية وتكنولوجية على أرض الواقع تشهد لها المؤسسات الدولية في مجال الطاقة الذرية وكذلك المحافل والمنتديات الدولية العالمية في هذا المجال وذلك بفضل رؤى وتوجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني نحو نقل وتوطين وامتلاك الطاقة النووية وتسخيرها للأغراض السلمية.
ولفت الى أن الأردن قطع شوطاً كبيراً ومراحل متقدمة خلال السنوات الماضية لتحقيق الأهداف والطموحات التي نرنو أليها مستقبلاً.
من جانبه، أوضح العبودي أن ما تم تحقيقه وإنجازه من تقدم في المجال النووي في الأردن يعد بمثابة تجربة رائدة تسهم في تحقيق التكامل العربي وأن العراق ماضِ في توثيق أواصر التعاون والتشارك في المجالات العلمية والصناعية مع الأشقاء في الأردن، إضافة إلى الاستفادة من الخبرات الأردنية العلمية للإسهام في رفد برامج العراق العلمية في المجالات كافة.
وعلى صعيد متصل، اصطحب طوقان الوزير العراقي والوفد المرافق في زيارة لجامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية حيث قدم رئيس الجامعة الدكتور خالد السالم شرحا عن طموحات الجامعة ومشاريعها المستقبلية والتي تجعل من الجامعة منارة علمية على المستوى العربي والدولي.
واطلع الوزير الضيف والوفد المرافق على المنظومة النووية دون الحرجة في الحرم الجامعي حيث قدمت رئيسة قسم الهندسة النووية الدكتورة غدير الملكاوي شرحاً وافياً عن عمل ومبدأ تشغيل المنظومة النووية دون الحرجة التي تهدف إلى إتاحة الفرصة لطلبة قسم الهندسة النووية لإجراء بعض التجارب العلمية لدراسة فيزياء المفاعلات النووية في بيئة آمنة، إضافةً إلى وجود أنظمة سلامة وإجراءات خاصة بالمنظومة للحرص على الالتزام بأقصى معايير الأمن والأمان النووي في هذه المنشأة.
وخلال زيارة الوزير العراقي والوفد المرافق للمفاعل النووي الأردني للبحوث والتدريب قدم مدير المفاعل النووي الأردني الدكتور مجد الهواري، إيجازاً حول عمل المفاعل واستخداماته للأغراض السلمية وتطبيقات المفاعل وآلية سير العمل فيه خاصة فيما يتعلق بإنتاج نظيري اليود-131 والهولميوم-166 المشعة التي يتم تزويدها للمراكز الطبية لتشخيص ومعالجة مرضى السرطان والأريديوم-192 للاستخدامات الصناعية.
وفي ذات السياق، اكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور عزمي محافظة، خلال استقباله وزير التعليم العالي والبحث العلمي العراقي الدكتور نعيم العبودي عمق العلاقات الأخوية التاريخية التي تربط الأردن والعراق الشقيق، مشيداً بما قدمه العراق للطلبة العرب بشكل عام وللطلبة الأردنيين بشكل خاص.
كما أكد ضرورة تطوير العلاقات بين الجانبين خاصةً في مجال التعليم العالي، وتبادل زيارات أعضاء هيئة التدريس والطلبة والتعاون في البحثن العلمي، وتبادل الخبرات في مجال الاعتماد خاصةً للكليات الطبية، مشيراً إلى أن هناك مذكرة تفاهم بين الجانبين تم تحديثها وتوقيعها عام 2021 مع ضرورة البناء عليها لتطوير مزيد من التعاون بين الطرفين مستقبلاً.
وأشار إلى وجود عدة آلاف من الطلبة العراقيين الذين يدرسون في مدارس المملكة، إضافةً إلى مؤسسات التعليم العالي الأردنية الرسمية والخاصة، وبالمقابل فإن هناك طلبة أردنيين يدرسون أيضاً في الجامعات العراقية.
بدوره، شكر الوزير العراقي الجانب الأردني على حفاوة الاستقبال، مؤكداً أن العراق والأردن الشقيق تربطهما أواصر أخوية تاريخية وجغرافية بحكم الجوار والتي انعكست بشكل إيجابي على العلاقات السياسية والدبلوماسية بين البلدين، مؤكدا ضرورة تطوير التعاون بين الطرفين في مجال البحث العلمي وتبادل الخبرات والتجارب بين الجانبين بشكل خاص وعلى المستوى العربي بشكل عام للوصول إلى التكامل في البحث العلمي لمواجهة التحديات التي تواجه بلداننا ومواكبة التطورات التي تحدث في العالم.
وأشاد بالتطور الحاصل في المجال النووي في الأردن، مؤكداً رغبته في توسيع نطاق التعاون وتبادل الخبرات في مجال الطاقة النووية السلمية.
كما زار الوزير الضيف المركز الدولي لضوء السنكرترون للعلوم التجريبية وتطبيقاتها في الشرق الأوسط (سيسامي) بمنطقة علان في السلط حيث قدم القائمون على المركز عرضا حول مرافقه وأهميته بالنسبة للباحثين والعلماء في الشرق الأوسط في مختلف المجالات العلمية والبحوث التطبيقية.
وأبدى الوزير الضيف إعجابه بما شاهده باعتبار المركز فريدا من نوعه في الشرق الأوسط، مشيداً بالإنجازات التي تحققت في هذا المجال .