مدار الساعة - هناك من يدعي من المنجمين او قارئات او قارئي فناجين القهوة أو قارئات وقارئي كفوف الأيدي او ضاربات او ضاربي الودع (مجموعة من الصدقات أو القوقعات البحرية التي تحتوي على حلازين)، يعلمون الغيب ويستشرفون المستقبل للأشخاص ذكورا وإناثا. لقد مر علي شخصيا نساء من ضاربات الودع (يقال عنهن نعيمات). وانا عمري تقريبا عشر سنوات وكان والدي مريضا وبالفراش ومرت امرأتان نعيميات وقبل ان تضرب إحداهما بالودع لوالدتي طلبت منها ان تحضر القرآن الكريم وتحلف عليه أن لا تقول لوالدي ما ستقوله لها عنه وحلفت والدتي على القرآن فقالت: زوجك لا مرجوا شفاؤه وسيتوفاه الله يوم الإثنين القادم ... إلخ وبالفعل حصل. وفتحت لي وقالت هذا ابنك بليل سيسافر الي نيويورك بلاد الأجانب للدراسة ... إلخ وبالفعل حصل. أما بالنسبة لأخوي الكبير فقالت سيرزق بولد يتعبه طول حياته... إلخ وحصل وما زال يحصل معه حتى وقتنا الحاضر.
وفي بريطانيا صديق لي كان يدرس معي من دار شعث من غزه فتح لي بالكف وقال لي كلاما كله تحقق بحذافيره. ولكن رغم كل ذلك نحن كمسلمين نعود في هذه الأمور كلها إلى كتاب الله عز وجل حيث يقول الله (وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ، إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُۥ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ ٱلْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِى ٱلْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِى نَفْسٌۢ بِأَىِّ أَرْضٍۢ تَمُوتُ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (هود:123، لقمان: 34)). أي لا يعلم الغيب إلا الله وكما يقال كذب المنجمون ولو صدفوا أي تحقق بالصدفه قولهم او بعض قولهم.
ولما تقدم يقال: لو علمتم الغيب (ربما يكون لا يسركم او ليس كما تتمنون) لإخترتم الحاضر. ويقال ايضا: مر على بحر هائج ولا تمر على بحر هاديء لان البحر الهائج مكشوف امره لك ولكن البحر الهاديء لا تدري ما يخبؤه لك. فنتساءل: لو علم الرئيس الأوكراني زيلينسكي ما سيحدث له ولأوكرانيا وللشعب الأوكراني لإختار ما إقترحه عليه الرئيس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولو علمت دول الناتوا ماذا سيؤدي دعمهم لاوكرانيا من دمار إقتصادي ومالي وسياسي وتحالفات ضدهم مثل تحالف بريكس وغيره للجأوا للحلول الدبلوماسية ولكن يقول تعالى في كتابه العزيز (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (الإنسان: 30)).
