أنا تائه بصراحة تامة.. ومن الذين (راحت عليهم), لم استطيع في بداية عملي الصحفي أن أكون يساريا, لا أعرف لماذا؟ كان من الممكن أن أكون كذلك.. وأحظى بالرعاية, لم أوفق أيضا في أن أكون من (التكنوقراط).. ولو كنت كذلك وارتديت ربطة عنق باللون (الفوشي)..وتحدثت عن ضرورة المواطنة وتكافؤ الفرص والإقتصاد الرقمي، لربما الان لدي شركة تحمل اسما أجنبيا، ولدي علاقات متشعبة.

لم أكن ليبراليا، الليبرالية لاتتوافق مع رجل يوجد في رأسه (7) فشخات، والليبرالية لا تتوافق مع رجل، يجلس في المساء عند جاره صاحب (معرش البطيخ)..ويتحدث معه عن الأغنام وجمالية (البطين)...ويشرح له عن كيفية صنع (الجميد)..الليبرالية لا تتوافق أبدا مع رجل...ما زال يحب النوم على (فرشة صوف) ورثها من أمه، ما زال أيضا...يحتفظ (بشبرية) اشتراها له والده ذات يوم حين كان في العاشرة من عمره...وظل ينظفها كل أسبوع على أمل أن يطعن بها الحياة، التي لوت ذراعه لكنه لم يجرؤ على طعن بعوضة.

جمعية (اللي راحت عليهم) مهمة، وأنا أفكر جديا بتأسيسها....أيضا لست من جماعة أنصار المرأة، يتهمونني بأني رجعي ومتخلف....ولست من جماعة (الأن جي أوز)...كان بإمكاني أن أقوم بتأسيس مركز يعنى بالحرية، وأطلق عليه اسم (لولو)..مركز لولو لقياس الحريات الفردية والجماعية، وأطوف عواصم أوروبا كلها..واشارك في المؤتمرات، ونكاية بالبعض أقوم بعمل (جدولة) لي..وأضع قرطا في أنفي...

جئت إلى الدنيا، مثل نبتة الصبار التي زرعت في حديقة ورد، لا الورد يقبل وجودها ولا العين تقبل المنظر..ولا النحل حتى قام بمجاملتها، وحط على طرف شوكة منها....ولا صنوبر الماء مر وبلل جذرها.

ترى كم من الذين (راحت عليهم) يرد الإنضمام لجمعيتي؟