اما وقد انفض السامر الأردني الكبير وغير المسبوق، والذي اجتاح كل بيت وأسرة، وكل حي وقرية وبلدة وبادية ومخيم ومحافظة، وانتهى الفرح الوطني الكبير ابتهاجا وفرحا بزفاف سمو الأمير الحسين والأميرة رجوة، وتعانق الشعب مع الدولة الأردنية بكل مؤسساتها، وعادت الثقة بينهما، وطويا الصفحات القديمة بكل حيثياتها وتفاصيلها الإيجابية والسلبية، وتجددت البيعة بين الشعب الأردني بكل تفاصيله وفئاته وأطيافه، وتجاوز الماضي بكل سلبياته، فالمهمة الآن زادت صعوبة عن السابق بالنسبة للمسؤولين بمختلف مهامهم ومواقعهم الرسمية، تجاه هذا الشعب الأردني الطيب الأصيل الذي أثبت أصالة معدنه، وحجم محبته الدفينه في قلبه وعقله وولاءه لقيادته الهاشمية، وعشقه وانتماءه لوطنه، في الحفاظ على المستوى العالي الذي دشن خلال الأيام السابقة من المحبة والعشق بين الدولة الأردنية ومواطنيها، الأردنيون تناسوا كافة جراحهم وألمهم ومعاناتهم السابقة من الفقر والبطالة والظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي مروا بها وعانوا منها، والتهميش والإقصاء والظلم الذي حاق ببعضهم من ثلة من الوزراء والمسؤولين غير المبالين لهذا الشعب والوطن، وتغييب العدالة والمساواة، فانطلقوا بكل همة ونشاط ومعنوية عالية بإتجاه ايلاء هذه المناسبة الوطنية العزيزة وهذا العرس الهاشمي الكبير والمميز للتعبير عن فرحهم وحبهم وكأن الفرح والعرس لأحد أفراد أسرهم، ولهذا لا بد من انطلاقة جديدة للدولة الأردنية بكل مسؤوليها ومؤسساتها للحفاظ على هذه العلاقة العشقية والوجدانية العفوية التي ارتسمت طوال الأيام السابقة، وعلينا أن نطوي صفحات الماضي، ونبدأ بصفحات جديدة بيضاء، وأن نحافظ على العلاقة الأبوية بين القيادة والشعب بعد أن تم ردم الهوة بينهما، والله ولي التوفيق، وللحديث بقية.