أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات أحزاب وظائف للأردنيين رياضة مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

عن فيصل


عبدالهادي راجي المجالي
abdelhadi18@yahoo.com

عن فيصل

مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ
... تابعت اللقطة التي يظهر فيها أحد شباب التشريفات الملكية مع دولة فيصل الفايز في عرس سمو ولي والعهد، وفيما بعد تبين أن الذي حضنه هو ابنه غيث...وغيث كما هو معروف يعمل في التشريفات الملكية...القصة عادية جدا، إذا لماذا كل هذا الصخب؟
منذ الربيع العربي وهذا البدوي يهاجم في وسائل التواصل الإجتماعي، كلما قال جملة هاجموه..وكلما أعطى رأيا هاجموه، ضج كبده بالكلام... وما عاد للشكوى صدى.
أنا شخصيا هاجمته فيما مضى لموقف سياسي، ولكني لا أجرؤ أن أتجاوز مكانته السياسية والعشائرية...لا أجرؤ أيضا أن أقفز عن شيبه وعمره، وعما أنجزه وما هو قادم... ولا أجرؤ أيضا أن أنفي حقيقة أن فيصل الفايز...قد كتب اسمه في التاريخ الأردني كزعيما وسياسيا ورئيسا للسلطلتين التشريعية والتنفيذية.
على الأقل هو لايعرف الإنتقام، هل سجل في تاريخه السياسي أنه مارس الإنتقام حتى من ألد خصومه؟..هل سجل في تاريخه أنه مارس الإقصاء، أو مارس بناء الشلل..؟هل سجل أنه جاء من خلفية (الأن جي أوز)، أو أنه ارتبط فكرا بالسفارات...أو أنه حمل مشروعا تطبيعيا يقفز عن وجدان الناس ويعتدي على مشاعرهم؟
أنا لا أعرف لماذا تحتفل (السوشيال ميديا) بمن أمضوا العمر في عواصم الثورة والشتم..بمن اعتبرونا دولة جاهلية، بمن اتهمونا بالقمع...بمن شتموا كل شيء في تاريخنا ومستقبلنا، ثم عادوا لعمان..وفتحت لهم الأحضان واختاروا من مواقع الدولة ما يناسب طموحهم..لا أعرف لماذا تحتفل بهم (السوشيال ميديا) بالمقابل من أمضى العمر بين عمان وأم العمد..من أمضى المسار بين الناس فاتحا قلبه ومنزله والمكتب...من لم يطلق في حياته شتيمة أو سبة ضد أحد..يصبح في لحظة عبئا على المسيرة والحياة والبلد...
فيصل الفايز...البدوي المثقل بجراحه، والسبعيني الذي أمضى العمر..بين السيجارة والحب بين الضحكة الحقيقية والصدق، على الأقل يبقى الوحيد في سلم السياسة الأردنية..الذي لم يبدل موقفا ولم يغير في الولاء..وتحمل الحراب...ومضى في الدرب.
أنا لا أعتقد أن الهجمات التي تشن عليه تقصده هو بحد ذاته، بل هي تقصد نموذج البدوي الصارم الذي تدرج في السلطة متسلحا بالوفاء والصدق...لايريدون هذه النماذج..فالليبرالية في عرفهم صارت بديلا عن البداوة، ومجتمعات التفكير المنفتح المنقلب على الموروث والقيم صارت أيضا بديلا عن الصحراء....تلك المرة الأولى التي أرى فيها الصحراء عبئا على الحب والحياة والقصيدة !
أنا أعني ما أقول هم يريدون تحطيم نموذج فيصل، يريدون تحطيم نموذج من مشى درب الصحراء...
لا عليك يا ابن دمي...ليهاجموك مرة أخرى وأخرى وأخرى، على الأقل ستجد أقلاما مسموعة ما زالت تعرف الصحراء وفتيتها..ما زالت تؤرخ لمسارات البدو..وما زالت تؤمن أنك الشيخ والحقيقة..وأنك القهوة الصهباء وحفيد مثقال...
حماك الله.
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ