تزينت أرض المملكة الأردنية الهاشمية بوشاح الفرح الأميري وسط عبق المحبة والولاء الشعبي لولي عهدهم الأمير المحبوب الحسين بن عبد الله الثاني؛ فكانت الاحتفالات تليق بالعرس الهاشمي الذي رسخ تقاليد الأردنيين الأصلاء ضمن مسيرة العطاء الملكي المتجدد.
لقد تمخض فرح الأردنيين، فولد العرس الأسطوري الذي كان رسالة المحبة الملكية لشعوب العالم، من حيث الشخصيات الرفيعة المشاركة في العرس، شخصيات تليق بالمقام والحدث البهي الذي لم يقتصر على العائلة الهاشمية والشعب الأردني العريق وإنما تعدى ذلك الى معظم العواصم العربية والإسلامية والدولية لتشارك في فرح الأردنيين بزفاف أميرهم وولي عهدهم المفدى الذي سكن قلوب المحبين بشخصيته وعفويته وبساطة خصاله الحميدة.
لقد بانت علامات الفرح على قلب جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين الذي فاض حباً وهو يقلد نجله البكر وولي عهده السيف الهاشمي وهو نسخة من سيف الملك عبد الله الأول الذي صنع عام 1916، المستخرج من الأحجار المحيطة بقلعة عجلون الاثرية وقد نقش على السيف الذي يمثل رمز العدل الهاشمي ضمن سفر الهواشم الخالد، الآية القرآنية الكريمة: "إن ينصركم الله فلا غالب لكم"؛ كونه يمثل القوة التي تشع عدلاً ومناراً ونبلاً راسخاً للعرب والإسلام.
أما جلالة الملكة رانيا العبد الله فكان فرح جلالتها بعرس ولدها وامير قلبها الهمام له طعم خاص في قلبها الرؤوم عندما طلبت الرجاء من الله العلي القدير لقرة عينها "الحسين" فأكرمها الله بهذا الرجاء، فرزقها بالأميرة "رجوة" التي تربعت قلوب البيت الهاشمي والأردنيين والعالم بعفويتها ونبل أصلها الكريم .
أما شقيقتا الأمير الودود "الاميرتان: ايمان وسلمى" اللتان كانتا نعم الاختين البارتين لأبويهما ولشقيقهما وقد تجلى هذا في المنظر الذي هز الضمير والوجدان لدى كل من شاهدهما يسيران خلف عروسة شقيقهما وهما تنحنيان برفعة وشموخ نحو نهاية فستان الاميرة رجوة التي سارت إلى قاعة عقد القران برفقة الأمير الانيق "هاشم"، إنها رسالة سامية سطرتها الأميرتان العظيمتان بالتواضع والوقار.
كان زفاف ولي العهد الميمون، رسالة قوية لكل من يتربص بأمن الأردن ويحاول ضرب نسيجه الوطني المتلاحم وتجلت هذه الرسالة من خلال اجهزته الأمنية والعسكرية التي ضربت أروع ملاحم البسالة والتفاني في أداء الواجب بأعلى درجات الانضباط والوعي، فكانت على الدوام العين الساهرة على أمن الوطن والمواطن.
هنيئاً لجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين وللملكة رانيا العبد الله ولسمو الأمير الحسين هذا الفرح الهاشمي البهيج الذي صدحت له الحناجر حباً وخشعت له القلوب فرحاً وحدقت له العيون وداً وفخراً وعظمت له الانفس ابتهاجاً والقاً، يليق بأرض النشامى وأهلها مسطرا أروع وأعظم مراسم التنظيم الملكي الذي ابهر العالم اجمع بحداثته وعراقته التي فاقت الوصف والتوقعات ...
وهنيئاً للشعب الأردني الأصيل الذين خفقت قلوبهم فرحاً وابتهاجاً وهم يحيطون بالأمير وعروسته جنبات الموكب الأحمر وكانه يجوب قلوب الأردنيين وليس شوارع عمان التي ارتدت ثوب الفرح بزفافه الأسطوري الذي سيبقى وهاجاً في قلب المحبين.
وفي الختام اردد ما قاله الشاعر الأردني حبيب الزيودي رحمه الله :
هذي بلادي ولا طول يطاولهــا ... في ساحةِ المجد أو نجم يدانيها
يا أيها الشعر كُن نخلاً يظللهــا ... وكن أماناً وحباً في لياليهـــ ـــا
ويا أيها الوطن الممتد في دمنا ... حبًّا أعز من الدنيا وما فيهـــ ـا