مدار الساعة - عمر عبيدات - لم أخطط أبدا لكتابة أي شيء وكلماتي التي أكتبها الآن تمليها أفكار تزدحم برأسي منذ أيام، أطلقها من عقالها عقد القران بين ولي العهد الحسين بن عبد الله وعقيلته رجوة..
شعرت بالفخر والاعتزاز وأنا أتابع ضيوف الأردن سواء من العائلات المالكة حول العالم أو كبار الشخصيات الذين حضروا بالنيابة عن شعوبهم، شعور لم يكن دافعه ازدحام هذه النخب في عمان فعاصمتنا الحبيبة ضمت في أكثر من مناسبة مثلهم ويزيد، ولكنه نابع من ثقتنا بأنفسنا واعتزازنا بعاداتنا وتقاليدنا وشرعنا الحنيف.جاؤوا من كل حدب وصوب يجمعهم منزل بسيط - ولا أقول قصرا - ولكنه أنيق، انتظروا بصبر لافت وصول العروس التي تأخرت مثلها مثل أي عروس أردنية عن الحضور لأن خصلة من شعرها تهدلت في آخر لحظة كان لا بد من تصفيفها، أو لأن دمعة ذرفتها أفسدت الكحلة فاضطرت لإعادة وضعها في عينيها .. لا يهم السبب فلكل عروس أسبابها.. أقول جلسوا ثم تابعوا مراسم عقد القران على الشريعة الإسلامية التي لا تختلف عن أي عقد قران أردني، إيجاب وقبول وصداق وشهود قبل أن يصبح الأميران في شرع الله زوجين.لفتتني اليوم بساطة وروعة الأميرتين إيمان وسلمى إذ تحفان بعروس شقيقهما حريصتين على عدم تعثرها بذيل فستانها تنحنيان بين حين وحين لرفعه تارة وتقويمه أخرى.لفتتني سعادة الملك الغامرة ولا شك لدي أن سعادة الملكة لا تقل عنها ولكنها كوالدة وأم عريس ربما شغلتها بعض التفاصيل في ذهنها عن التعبير عن سعادتها.ولفتتني قبل ذلك مظاهر احتفالات الأردنيين جميعا بالمناسبة! لا أذكر أنني رأيت مثل هذه المظاهر من قبل، ولا شك لدي بعفويتها وبمصداقيتها ولعل مبادرة ترفة عبيدات وكريم رد الأمير عليها أصدق دليل على ذلك.لفتني أيضا الأمير الشاب فلم أره أكثر بهاء ولا حضورا ولم أره أكثر قربا من شعبه ولم أر شعبه أكثر التصاقا به مثل اليوم.وأخيرا لست من محبي الشعارات فمعظمها لا يعكس مضمونها ولكن اليوم أقول طوبى لمن اختار شعار "نفرح بالحسين" لأن الشعار كان هذه المرة وربما هذه المرة فقط أقل تعبيرا من المضمون!!
من وحي الزفاف الملكي
ملخص الخبر:
مدار الساعة ـ
حجم الخط
ملخص الخبر: