مدار الساعة - أقام جلالة الملك عبدالله الثاني مأدبة عشاء لأكثر من 4000 أردنيّ، في مضارب بني هاشم، بالديوان الملكي الهاشمي، احتفاء بزفاف سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، ويسمى العشاء في مثل هذه المناسبات (القرا)، حيث يقدَّم فيه الطبق التقليدي الأشهر في الأردن؛ "المنسف"، وفقاً للعادات الأردنية.
يعتبر هذا الحفل مناسبة وطنية سعيدة، يبرز خلالها الموروث الأردني العريق، وتنوع الثقافات الوطنية وتقاليد البيت الهاشمي الكريم.
وشملت قائمة الضيوف ممثلين عن أبناء المجتمع الأردني وبناته، وفعاليات رسمية وشعبية ونقابية وحزبية، ومنظمات المجتمع المدني، وشبابا، ومسؤولين سابقين وحاليين في الدولة، وعددا من منتسبي القوات المسلحة والأجهزة الأمنية عاملين ومتقاعدين.
وتخلل الحفل عروضا موسيقية وثقافية مستوحاة من التراث الأردني الغني، حيث بدأ العرض بالمشاة الصامتة، وإلقاء الشعر النبطي والعزف على العود، ثم أهدى جلالة الملك سيفا من سيوف بني هاشم للعريس سمو الأمير الحسين.
كما تم تقديم عمل فني مشترك للفنانين الأردنيين، حسين السلمان، وسعد أبو تايه، وحسام ووسام اللوزي، وبشار سرحان، بالإضافة إلى رقص أردني تقليدي وعروض موسيقية شعبية لفرق الراجف، والرمثا، والعقبة (سمسمية)، ومعان، والسلط، والأجاويد، والشركس، كما شاركت فرقة القوات المسلحة الأردنية في الحفل.
والجدير بالذكر أن جلالة الملكة رانيا العبدالله استضافت في 22 أيار حفل حناء وعشاء تقليديا، حضرته أكثر من 500 مدعوة من جميع أنحاء المملكة. وشهد الحفل عروضاً متنوعة من قبل مطربات أردنيات وفرق موسيقية وفرق أداء فلكلوري. واشتمل الحفل على رسم بالحناء للمدعوات، حيث قدّمنَ تصاميم فريدة للضيوف باستخدام صبغة طبيعية مؤقتة. ويعتبر حفل الحناء تقليداً من التقاليد القديمة في العالم العربي والتي يتم تنظيمها قبل حفل الزواج.
وستجتمع في يوم الزفاف شخصيات محلية وإقليمية وعالمية للمشاركة في هذا الحدث الأردني المميز والفريد من نوعه.
وفيما يلي مجموعة من التفاصيل والمعلومات عن حفل العشاء:
اللباس العربي
ارتدى سموّ الأمير الحسين بن عبدالله الثاني في مأدبة العشاء اللباس العربي التراثي القديم، الذي يشكّل موضعَ اعتزازٍ وافتخارٍ للأردنيين. ويتكون اللباس من الشماغ الأردني الأحمر القرمزي اللون أو المنديل الأبيض، والثوب الأردني ويعتليه النصية أو الجبّة ومن ثمّ عباءة داكنة اللون مصنوعة من الصوف ومقصبّة باللون الذهبي. ويعتلي اللباس حزام المسدس المصنوع من الجلد الذي يحمل تطريزاً باللون الذهبي.
وارتدى سمو الأمير الشماغ الأحمر في حفل العشاء بمضارب بني هاشم، الذي أهدته إياه الحاجة ترفة عبيدات تقديراً للبادرة الكريمة من الحاجة ترفة التي تبلغ من العمر 83 عاماً، وقامت بتهديب الشماغ بنفسها، كهدية لسموّه بمناسبة اقتراب موعد زفافه.
زفّة الكتيبة
شارك زملاء سمو ولي العهد في كتيبة المدرعات/2 الملكية، وكتيبة الأمير الحسين بن عبدالله الثاني الآلية/1 الملكية، بزفة سموه لدى وصوله الحفل في مضارب بني هاشم، عند ترجله من السيارة حتى وصوله إلى موقع جلوسه.
كما شارك فرقة كفر جايز الشعبية في الزفة لإضفاء أجواء تراثية شعبية مميزة.
المشاة الصامتة
تضمن الحفل تقديم عروض لفريق المشاة الصامتة الذي بدأ عام 2008، واعتمدت فكرة المشاة الصامتة على تقديم حركات بالسلاح المستخدَم المارك /1 بالإضافة إلى حركات مشاة، وتحتاج هذه الحركات إلى مهارة عالية وتركيز عالٍ من قبل الفريق.
وشارك فريق المشاة الصامتة بالعديد من المناسبات الوطنية وهو فريق دولي شارك في مناسبات بعدة دول عربية وأجنبية، مثل البحرين، وعُمان، وفي إدنبرة بالمملكة المتحدة، وفي موسكو، وكندا. ويتبع هذا الفريق إلى قيادة الحرس الملكي الخاص.
جدارية شعرية
ازدانت مضارب بني هاشم بأبيات شعرية تتغنى بحب الوطن، نظمها الشاعر الأردني الراحل حبيب الزيودي.
وتمّ اختيار الأبيات الشعرية الثلاثة عن الوطن، لما يحمله حفل زفاف وليّ العهد من أهميّة وطنية، لكلّ الأردنيين.
هذي بلادي ولا طول يطاولهـــ ـــ ــــا ... في ساحةِ المجدِ أو نجم يدانيهـــ ـــ ا
يا أيّها الشعر كُنْ نخلاً يظلّلهـــ ـــ ـــا ... وكُنْ أماناً وحبّاً في لياليهـــ ـــ ـــ ــــا
وأيّها الوطن الممتد في دمِنـــ ـــ ـــ ـــا ... حباً أعزّ مِن الدُّنيا وما فيهـــ ـــ ــــا
والزيودي شاعرٌ وأديبٌ أردنيّ، له العديد من القصائد الوطنية والغزلية والقصائد التي يحنّ فيها إلى مضارب أهلِه في البادية وللوطن.
في رصيد الشاعر والأديب الأردني حبيب حميدان سليمان الزيودي (1963 - 27 أكتوبر 2012)، الكثير من القصائد الوطنية المغنّاة، منها: "صباح الخير يا عمّان يا حِنّا على حِنّا.. كفو وتدوم يا ابو حسين نبع نرتوي منّه" و "هلا يا عين ابونا وضو ديوانه.. هلا يا واسط للبيت والأشراف عمدانه"
وأنعم جلالة الملك على الزيودي بوسام الاستقلال من الدرجة الثانية، خلال حفل عيد الاستقلال في العام 2004.
السيف الهاشمي
أهدى جلالة الملك سموّ ولي العهد في حفل المضارب سيفاً من سيوف بني هاشم، وهو نسخة عن سيف جلالة الملك عبدالله الأول الذي تم صناعته في الحجاز عام 1916. صنع السيف في الأردن خصيصاً لمناسبة زفاف سمو الأمير الحسين، وهو من الحديد المستخرَج من الأحجار المحيطة بقلعة عجلون.
نقش على السيف آية قرآنية كريمة "إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ" – آل عمران (160).
فرقة كفر جايز
تأسست فرقه كفرجايز الشعبية سنة 2010، وتتضمن مجموعة من الشبان من مختلف عشائر قرية كفرجايز في إربد وخارجها، ودأبت على المشاركة في الأفراح الوطنية والأعراس الشعبية منذ تأسيسها.
تقع قرية كفر جايز في الشمال الغربي من مدينة إربد، وتشتهر بالبساتين، وشجر الزيتون واللوز
فرقة العقبة للفنون البحرية
تأسست فرقة العقبة للفنون البحرية بمبادرة من مجموعة من شباب العقبة عام 2000 ميلادي، بهدف إبراز التراث البحري وأداء اللوحات الراقصة بمصاحبة آلة السمسمية، وهي آلة وترية يعود أصلها إلى آلة الكنارة، التي ظهرت في حقبة الحضارة السومرية.
فرقة نادي الجيل الشركسية
تأسست فرقة نادي الجيل للفلوكلور الشركسي عام 1962، وتضمّ الفرقة حالياً 200 عضو؛ تتراوح أعمارهم ما بين 6 أعوام إلى 32 عاماً، موزّعين على ثلاث مجموعات بناءً على الفئات العمرية، كما تضمّ الفرقة أيضا مجموعة من العازفين الذين يشكلون الأوركسترا الفلكلورية للفرقة.
يعود أصل الشركس في الأردن إلى منطقة شمال القفقاس، إلّا أنّ معظم الشركس هاجروا من موطنهم التاريخي في منطقة شمال القفقاس، إلى أراضي الدولة العثمانية في أواخر القرن التاسع عشر.
فرقة معان للفنون الشعبية
تأسست فرقة معان للفنون الشعبية عام 1981، وتتكون من 25 عضواً من الشباب، وتؤدي الفرقة الرقصات الشعبية الأردنية والدبكات التسعاوية المعانية والأغاني التراثية مع تجديدٍ مقيّد بالأصالة والمحافظة على اللباس التراثي الأردني القديم.
شاركت الفرقة في العديد من المهرجانات في أكثر من 30 دولة حول العالم وحازت على العديد من الجوائز التقديرية.
فرقة الأجاويد للفنون الشعبية و المسرحية
تأسست فرقة الأجاويد للفنون الشعبية و المسرحية عام 2018، وهي فرقة تمثّل الفلكلور الشعبي والتراث الفني من أغانٍ وأهازيج ودبكات شعبية.
فـــرقــة الراجف لإحياء التراث
تأسست فرقة الراجف عام 1998 في بلدة الراجف في لـواء البتـرا، وتضم 15 عضواً ممن يمتلكون موهبتيّ الغناء وكتابة الشعر، وهي فرقه تُعنى بتراث البادية (السامر) وتغنّي جميع ألوان السامر المثنى والمثلوثة والمربوعة والمخموسة والدحية والهجيني والرفيحي والشيلات.
فرقة الرمثا
تأسست فرقة الرمثا عام 1985، وتؤدي الفرقة الدبكة الرمثاوية التي تعكس ثقافة بلاد الشام، وتساهم الفرقة في نقل الثقافة والفن حول أنحاء العالم.
فرقة شباب وشابات السلط للفنون الشعبية
تأسست فرقة شباب وشابات السلط للفنون الشعبية عام 1994، وتضمّ ما يزيد عن 30 شاباً من جميع الفئات العمرية. تقدّم الفرقة الأغاني والرقصات الشعبية، وتهتم الفرقة بتقديم التراث الأردني بشكلٍ عام والتراث السلطي بشكل خاصٍ من خلال فقرات استعراضية للموروث الأردني في الأعراس.
السّامر
نجح الأردن في إدراج فنّ السامر بوصفه فنًّاً أدائيًّا على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي العالمي غير المادي للبشرية وفقاً لاتفاقية اليونسكو لعام 2003. ويعتبر هذا الفن قالباً غنائياً أصيلاً من قوالب الغناء البدوي المتوارثة في المملكة، ويتميز بمكانته المرموقة، من حيث انتشاره وقبوله على المستوى الشعبي.
يتوافد في سهرات الأعراس الضيوف والمدعوون للمشاركة في حضور السامر، والسامر هو سلسلة الأنشطة الفنية التي تقدمها العشيرة في الأعراس، وتتضمن الرقصات، و"السحجات"، والقصيد، والدبكات، وغناء الهجيني. ويحرص أهل العريس أثناء إقامة السامر على تقديم واجبات الضيافة لضيوفهم والترحيب بهم، مما يدلُّ على شيم المعازيب النبيلة.
يحافظ الأردن على "السامر" كموروث شعبي للحفاظ على التراث، وتعميق تمسّك الشباب والأجيال الجديدة بهذا التراث لما يشكله من أهمية في تكوين الهوية الوطنية الأردنية، وتناقل الموروث عبر الأجيال.
الدحيّة
تعد "الدحية" فناً شعبياً منتشراً في الأعراس في المناطق الريفية والبدوية، وتأتي عادة في آخر فعاليات العرس الشعبي، ويشترك في أدائها رجال مصطفون بجانب بعضهم البعض ويقومون بالتمايل يميناً وشمالاً على أنغام الأهازيج والأغاني الشعبية التي يقدّمها أحدهم.
القرا
القرا هي وليمة العرس ويطلق عليها اسم "القرا" وهي جزء من التقاليد الأردنية الأصيلة التي تعكس صفات ملازمة للشخصية الأردنية مثل الكرم وحسن الضيافة، وتكون غالباً بذبح الأغنام وطهي المناسف وتقديمها للحاضرين سواء أثناء أيام التعليلة وبالأخص يوم الزفاف.