سمعت أن موسى المعايطة الان ولحظة كتابة المقال, يجري حوارا مع مجموعات حزبية.. على كل حال أنا أسجل لموسى أمرا سيكون مهما في تاريخه الوظيفي والسياسي, وهذا الأمر يكمن في أنه حكم الأخلاق الوطنية والقانون وضميره السياسي وحركة الناس وسجل حزب البعث العربي الاشتراكي.
لو كان في «الهيئة» رجلا اخر ربما لتردد في الأمر, ربما (مطمط) في القصة، فتسجيل البعث له تبعات سياسية وخارجية، وقد يسبب الحرج هنا والقلق هناك... ولكن «الهيئة» ومديرها قاموا بتسجيله, وهذا يؤكد أن حسابات البيروقراط غائبة عنهم, ويؤكد أن هنالك منطقا وصلابة في قياس المشهد.
موسى يكره النقد, أنا أعرف ذلك.. وأعرف أني لست الوحيد الذي قام بنقده, ولكن حين يقوم السياسي.. بإنتاج موقف قانوني وأخلاقي فعلينا أن نشيد بهذا الموقف.
البعث حزب قديم في الأردن, له مشروعه وله رموزه التاريخية... وهو ليس من الأحزاب الجديدة, بل هو متجذر في الحالة العربية... في موريتانيا موجود في اليمن في السودان.. وأظن أنه قام بتجديد نفسه في الأردن عبر ضخ كم هائل من الشباب في صفوفه, وأظن أيضا أنه فرض نفسه بالحضور الجماهيري الذي اكتسح مؤتمره العام.
حين يكون المسؤول واثقا من قراره مستندا على القانون, حتما عليك مناصرته... هذا لا يعني أني بعثي أو أؤيد الحزب أو أحمل أفكاره, ولكن الصراع بين البعثيين والشيوعيين هو صراع تاريخي... حفلت به الحياة السياسية في العراق, ومع ذلك تم تسجيل الحزب الشيوعي في الأردن وتم تسجيل حزب البعث أيضا...
أنا لا أريد الإطالة في المقال, ولا أريد أن أدافع عن حزب على حساب آخر, ولكن يسجل للهيئة المستقلة للانتخاب ولموسى المعايطة.. أنهم انحازوا للقانون، لم يترددوا.. لم يمارسوا الارتجاف.. ولا الحسابات الضيقة.
برافو موسى..