أخبار الأردن اقتصاديات دوليات مغاربيات خليجيات برلمانيات جامعات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

لماذا يثق الأتراك بإردوغان حتى الآن؟

ملخص الخبر:
مدار الساعة,أخبار عربية ودولية,رئيس الوزراء,الانتخابات البرلمانية,حزب الحركة القومية,#رجب_طيب_إردوغان #الانتخابات_التركية #التضخم_الجامح
مدار الساعة ـ
حجم الخط
مدار الساعة - 20 عاما قضاها الرئيس التركي المنتهية ولايته رجب طيب إردوغان على رأس السلطة ما بين رئيس للحكومة في 3 ولايات، ورئيس للبلاد في ولايتين، وعلى ما يبدو أنه يقترب من حسم الولاية الثالثة ويجدد رئاسته 5 سنوات مقبلة بدعم من ثقة أتراك كثر على الرغم من أوضاعهم المعيشية القاسية بفعل التضخم الجامح وانهيار الليرة.
وتشير استطلاعات الرأي التي جرت قبل الجولة الثانية من الانتخابات التركية، إلى تفوق إردوغان بنحو 5 نقاط مئوية على مرشح المعارضة الرئيسي كمال كليجدار أوغلو، إذ أظهر استطلاع أجرته شركة "كوندا" للأبحاث والاستشارات خلال الفترة بين 20 و21 مايو أن نسبة التأييد المتوقعة لإردوغان في جولة الإعادة ستكون 52.7% مقابل 47.3% لكليجدار.
شيطنة المعارضة
ويرجع محللون سياسيون ومراقبون خلال حديثهم مع منصة "المشهد" الثقة التي لا يزال يتمتع بها إردوغان إلى خطاباتها الدينية والقومية وحملات شيطنة المعارضة التي يشنها حزبه من حين إلى آخر، حيث اعتاد الرئيس التركي المنتهية ولايته على استمالة الطبقة الدينية المحافظة واتهام المعارضة بتأييد الشذوذ الجنسي "مجتمع الميم" تارة، وتارة أخرى بالتعاون مع "منظمات إرهابية" بعد حصولهم على دعم الأكراد.
وفي إطار سعيه لاستمالة الطبقة الدينية التي يعتمد عليها كقاعدة جماهيرية وإرسال رسائل دينية مبطنة، قام إردوغان قبل انطلاق الجولة الأولى من الانتخابات في 14 مايو الماضي بالصلاة في آيا صوفا، الكاتدرائية التي أعاد تحويلها إلى مسجد قائلا أمام حشد جماهيري "الغرب كله أصيب بالجنون، لكنني فعلت ذلك" في إشارة إلى رفض العالم للإجراء الذي قام به من تحويل كاتدرائية تعود إلى القرن الرابع إلى مسجد في عام 2020.
وعشية انطلاق الجولة الثانية والحاسمة من انتخابات الرئاسة الأحد، اختتم الرئيس "المؤمن" كما يصفه مؤيدوه آخر نشاط له في الحملة الانتخابية بالتوجه إلى ضريح مرجعه السياسي رئيس الوزراء القومي الإسلامي السابق عدنان مندريس الذي أطاح به عسكريون وأعدموه في عام 1961، كما قام بأداء صلاة المغرب في جامع السلطان أيوب في إسطنبول.
المحلل السياسي التركي بركات قار اختصر خلال حديثه مع منصة "المشهد" ثقة الأتراك في إردوغان بقوله: "الخطابات الدينية والقومية تلعب الدور الأساسي في نسيج المجتمع التركي وأعطت الفرصة للسياسيين للتلاعب بعقول الناس ببساطة".
ويتفق مع ذلك الكاتب والمحلل السياسي التركي جواد غوك، والذي يقول خلال حديثه مع منصة "المشهد" إن "الخطابات الدينية والقومية تؤثر جدا في تركيا، مع الأسف الشديد شعبنا ليس في مستوى مطلوب من الثقافة، يتأثر جدا، خصوصا عندما يتهم إردوغان منافسه على أنه علوي(..) ذلك يؤثر على توجهات الملتزمين والمحافظين بشكل عام. فالقومية والدينية أصبحت متطرفة جدا بين أعضاء الحزب الحاكم في تركيا (..) تخيل أنهم يتظاهرون في المساجد دعما له!".
إردوغان والإرهاب
تتكون تركيا من قوميات عدة، في طليعتها العنصر التركي، الذي يشكل نحو ثلثي السكان، فيما يحتل الأكراد المرتبة الثانية بنسبة تصل إلى 13% من السكان والذين دائما ما يتهمهم إردوغان بالإرهاب.
وخلال الجولة الأولى من الانتخابات أيّد حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد كليجدار أوغلو، الذي تحدث عن مرارا وتكرارا عن انتمائه إلى الأقلية العلوية والتي هاجمها إردوغان في الماضي، متهما أفرادها بابتكار "ديانة جديدة" بعيدة عن الإسلام.
ويضيف جواد غوك: "طبعا إردوغان يستغل الخطابات الدينية والقومية لخدمته، فقبيل كل انتخابات نرى هذه الخطابات، حيث يأخذ القرآن الكريم بيده ويقول أمام الأكراد باللغة الكردية، نحن قد قمنا بترجمة القرآن لأول مرة إلى اللغة الكردية (..) فيما يتهم المعارضة بأنهم لا يعرفون حتى قبلة المسلمين".
ويعتبر المحلل السياسي التركي أن إردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم لديهما ازدواجية في المعايير بخطاباتهم، إذ يقول: "في شرق البلاد يتحدثون عن الموافقة على ما يريده الأكراد، وفي الغرب يقولون عنهم إرهابيين (..) الازدواجية دائما موجودة في خطاباتهم".
على النقيض لا يتفق أستاذ العلاقات الدولية سمير صالحة المقيم في إسطنبول مع الآراء التي تشير إلى أن إردوغان اكتسب ثقته من الخطابات الدينية والقومية، إذ يقول خلال حديثه مع منصة "المشهد":
لا أظن أن الرئيس إردوغان يلجأ إلى استغلال الخطابات الدينية أو النزعة القومية في الحملة الانتخابية.
صحيح أنه منفتح على القواعد الشعبية التي تدعمه وفيها الأغلبية المسلمة، وأيضا من القوميين الأتراك خصوصا بعد تنسيقه مع حزب الحركة القومية.
هذا لا يعني أن الأتراك لم ينظروا إلى الشق الاقتصادي والإنمائي والأرقام الكبيرة التي تحققت وكان لها عامل أساسي في دعم حزب العدالة والتنمية وبقائه لعقدين كاملين في السلطة ونجاحه في الانتخابات البرلمانية أيضا.
ويضيف صالحة: "صحيح ما نسمع في خطابات الرئيس إردوغان وخطابات القيادات السياسية في حزب العدالة والتنمية رسائل موجهة للقواعد الشعبية الدينية، مثل ما تم بخصوص آيا صوفيا، لكنهم منفتحون على الجميع وهذا ليس الهدف الأول والأساسي لحزب العدالة والتنمية، علينا أن نقبل حقيقة أن الحزب الحاكم خاطب نسبة كبيرة من المتعلمين في تركيا".
وأسس إردوغان وعبد الله غول حزب العدالة والتنمية الحاكم كحزب مؤيد للإسلاميين في عام 2001 بعدما كانا أعضاء في حزب الرفاه الذي عُرف بتوجهاته الإسلامية. وعلى الرغم من ذلك يرفض أعضاء حزب العدالة والتنمية توصيف دعمه لـ"الإسلاميين" ويدعي أنه حزب "محافظ" ولديه أجندة اجتماعية وسياسات اقتصادية ليبرالية.
لكن صالحة عاد ليذكر أن حزب العدالة والتنمية تبنى أسلوب السياسة الواقعية والبراغماتية لإرضاء القواعد الشعبية الدينية، واستمالة مختلف باقي شرائح المجتمع، قائلا: "صحيح حزب العدالة والتنمية عند تأسيسه كان يعتمد على العامل الديني والعقائدي بشكل كبير، خصوصا أنه كان جزءا من حزب الرفاه الذي أسسه نجم الدين أربكان، لكن اليوم لا يلعب بورقتي الدين والقومية بدرجة أساسية كبيرة".
وسيلة إلهاء
وتعاني تركيا من أزمة اقتصادية خانقة منذ أكثر من عامين، إذ ارتفع التضخم إلى مستويات غير مسبوقة وسجل أعلى مستوى خلال 24 عاما في أكتوبر 2022 عند 85%، قبل أن يتراجع إلى 44% في أبريل الماضي، كما أن العملة المحلية فقدت أكثر من 60% منذ يناير 2021. كل ذلك إلى جانب زلزال مدمّر في فبراير الماضي خلف آلاف الضحايا وخسائر اقتصادية قدرها البنك الدولي بنحو 34.2 مليار دولار.
وتسبب تدخل الحكومة التركية بشكل مكثف لدعم الليرة، إلى انخفاض صافي احتياطيات النقد الأجنبية لدى تركيا إلى ما دون الصفر لأول مرة منذ 21 عاما، لتبلغ -151.3 مليون دولار في 19 مايو الماضي، إذ يُقدر إجمالي من أنفقته السلطات في أسواق الصرف الأجنبي لدعم الليرة على مدى 16 شهرا بنحو 177 مليار دولار.
كبيرة الباحثين في معهد "نيولاينز" للدراسات السياسية بالولايات المتحدة كارولين روز تعتبر استعانة إردوغان بشكل متكرر خلال خطاباته بالشعارات الدينية والقومية يهدف إلى صرف انتباه الأتراك عن الظروف المعيشية الصعبة والتحديات الاقتصادية التي يعيشون فيها، قائلة خلال حديثها مع منصة "المشهد": "الاستعانة بالخطاب الديني والقومي هو تحول سريع جدا يستخدمه الجميع لخدمة مصالحه (..) وهذا كان تكتيك إردوغان لصرف الانتباه عن الإجراءات الاقتصادية الصعبة، كما حول الحال فيما يتعلق بعودة اللاجئين".
وتضيف روز: "الخطاب الديني والنزعة القومية خلقت الكثير من الإلهاء عن ارتفاع معدلات التضخم وتدهور حالة الاقتصاد التركي".
بدوره يقول المحلل السياسي التركي جواد غوك إن إردوغان لا يخطب دائما بهذا الشكل، لكنه يدس في كل خطاباته جملة أو جملتين يتهم المعارضة بأن لا دين لهم والكثير من ذلك".
ويضيف: "ما دامت هذه الثقافة التي ليست في مستوى رفيع بين الناخبين الأتراك وموجودة في شعبنا، طبعا سيستغل هؤلاء الأمر، ليس إردوغان الشخص الأول، ولن يكون أخر شخص يستفيد من الخطابات الدينية والنزعات القومية".
وتصف كبيرة الباحثين في معهد "نيولاينز" للدراسات السياسية أن رواية إردوغان وخطاباته جعلته قاب قوسين أو أدنى من ولاية جديدة، إذ تقول: "هذه ميزة تمتع بها إردوغان، لقد نجح هذا الخطاب مع الجماهير، من الصعب الآن على المعارضة حشد الدعم، لكن بالتأكيد هناك أدوات أخرى استعان بها إردوغان للبقاء في السلطة مجددا".
(المشهد)
ملخص الخبر:
مدار الساعة ـ