مدار الساعة - صدرت الارادة الملكية السامية بالموافقة على قرار مجلس الوزراء المتضمن الموافقة على نقل السفير الاردني في قبرص محمد شراري الفايز من جمهورية قبرص الى المركز.
الفايز ودّع زملاءه بين صورتين ..وأربعة عقود .
بسم الله الرحمن الرحيم
(واجعَل لي لِسانَ صِدْقٍ في الآخِرينَ)الحَمْدُ لله مِنْ قَبلُ وَمِن بَعد تسلمت بكل فخر واعتزاز صدور الإرادة الملكية السامية التي تتضمن قرار نقلي الى المركز بعد إنتهاء مدة خدمتي في جمهورية قبرص، وبعودتي الى أغلى الأوطان وسيدها، وبهذا أكون قد اتممت عملي كدبلوماسي بوزارة الخارجية العزيزة.وعند النظر الى تلك السنين التي بلغت الاربعة عقود تقريباً، تجتاحني ذكريات ومشاعر مختلطة، فلقد شهدت احداثا كبيرة، وكانت لنا اياما صعاب وعصيبة في بعضها، واياما جمعتني بزملاء افتخر في مزاملتهم، ولكن بالتأكيد كانت تجربة وخبرة أدين فيها لوطني الذي منحني شرف تمثيله في ما يزيد على إحدى عشر دولة من شمال الكرة الارضية الى جنوبها، واضعاً أمامي هدفاً واحداً، شرف التمثيل، والبِر بالقسم، ومصلحة بلدي فوق كل اعتبار، والتي آمل أن اكون قد نجحت في أداء الجزء اليسير منها، وانني من منطلق الإنتماء لثرى الاردن الغالي، فإنني عملت بكل جهد، وقد اكون أجدت في أمور، فهذا توفيق من الله، وقد اكون أخفقت في أمور أخرى ، فالعذر من وطني.لقد تشرفت بالعمل بوزارة الخارجية في عصر ملكين عربيين هاشميين، كل منهما مدرسة في السياسة والقيادة، قادا الأردن في بحر من عدم الإستقرار، وامواج الأحداث العاتية، بمهارة وحسن إدارة، مقرونة بإحترام قل نظيره، من قبل العالم، العدو قبل الصديق، وهذه شهادة امام الله والتاريخ لا ينكرها إلا حاقد أو جاهل.وخدمت معية رجال لا أستطيع إلا أن اتذكرهم بمنتهى الاحترام والتقدير ، وقد كانوا أساتذة ومعلمين لنا.وتشرفت بزمالة كوكبة من الزملاء الأفاضل الذي لا يتسع المقال لذكرهم جميعاً .لهم مني كل الإحترام.أما فرسان الخارجية الذين سيستلمون الراية لمتابعة المسيرة، وحمل إسم الأردن الأبهى والأغلى، فهم أمل المستقبل ورجال وسيدات المرحلة المقبلة التي سيحتاج الوطن لجهودهم في ظل التغيرات والأحداث المتتالية في العالم، لحمل فكر الأردن الوسطي والمعتدل ورفع صوته ورؤيته على الساحة الدولية دون كلل ،فلهم مني كل التحايا مقرونة بأماني التوفيق والنجاح.لكل الزملاء في مركز الوزارة او السفارات التي تشرفت بالعمل فيها كل الشكر والتقدير لهم فرداً فرداً.واخيرا الى من كانت العون والسند بنت الأصل أم مشعل جزاكي الله كل خير على كل ما قدمتيه خلال مسيرتي . وإلى أبنائي جميعا كل الحب .حفظ الله الوطن الاجمل، وقيادته الملهمة ، وشعبه الأردني العربي الأصيل .