أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الحنيطي تكتب: ما بعد طبول الاستقلال


اسيل الحنيطي

الحنيطي تكتب: ما بعد طبول الاستقلال

مدار الساعة ـ
حقا لم أكن انوي الكتابة حول الاستقلال واحتفالات الاستقلال التي تتابعون، خصوصا في ظرفي الحالي الا وهو الغربة، فكثيراً ممن يتغرب عن وطنه طوعاً او اجباراً ما يجد نفسه في إطار مليء بمشاعر الشوق المكللة بالولاء والانتماء بعيدا كل البعد عما كان ينادي به وهو في زقاق قريته التي تكاد ان تغرق من قلة الخدمات.
فالمغترب يا اصدقائي دوما يرى وطنه كمدينة فاضلة، ورجال "اولاد" وطنه هم افضل مخاليق البشرية ولولا لحظة التأمل تلك لقلنا " المبشرين بالجنة"، فهم يؤدون مسؤولياتهم بالعدل والمساواة حيث لا مكان للفساد بيننا، والخائن يُعدم في حاراتنا الأردنية الشعبية حيث لن تجد فقيراً او متعثراً او حتى مظلوماً.
ومن باب الإطار الذي وجدت نفسي فيه مؤخرا خلال رحلتي الى جمهورية مصر العربية، فها انا ذا استيقظ على الحان اغنية " أردنيين وما ننظام.."، واستمتع بفنجان قهوتي وانا ادندن "راسك بالعالي مرفوع الهامة .." وحين يغلبني الشوق بعد مكالمة شيقة مع الاهل تراودني كلمات " يا بنات بلادي لا تتغربن".
يأخذني الحنين مداً وجزراً حيث عمان وجبالها وناسها لا بل كل الوطن، ومن هنا بدأ الحدث حيث قراري بالاحتفال بمناسبة استقلال الاردن على غير عادتي، ولانني لا احب الانسياق اخترت الاحتفال به على طريقتي الخاصة حيث العلم والمعرفة بالشيء .
(احتفال خاص بنكهة علوم ومعارف)
المتعارف عليه عند بعض الشعوب التي خلقت من "العقل" راس مال تنافس به اعظم عظيمات الدول، بان لا احتفال يقام الا وهناك مخزون معرفي لا بأس به حول سبب قرع الطبول والاهازيج، إضافة الى معرفة عميقة بالحدث أي ماهيته، اصوله، عراقته، تفاصيله والسؤال الذي وجب طرحه هنا
" شو المعلومات عن الاستقلال الأردني قبيل الاحتفال؟" وفعلا هذا ما قد تم نشره عبر صفحتي الشخصية لإحدى مواقع التواصل الاجتماعي.
مصدومة، مفجوعة، مندهشة لا تسالوني عن وصف دقيق لما شعرت به بعد دقائق من النشر، لا علم لي فيما لو نشرت سؤالا ام انني نصبت بيت شعر لاستقبال التعازي في امة قد أُهلكت، وابسط مطالبها حقوقها ايعقل؟!!
الأغلبية العظمى لا تملك معلومة، يقننون الاستقلال باغنية وعلم وشوارع العبدلي، واخرون فرحين بما اتاهم الله من إجازة يعوضون بها ما فاتهم من الدنيا بعد الحراثة او العمل كما يزعمون، وفلان يطالب بشقيقة الاستقلال الكرامة، وعلنتان يعلن رفضه للاستقلال حالماً انه سيجد وظيفة او علاجا في بلاد الاستعمار، وما خفي في تعليقاتهم عظيم وفي بطونهم اعظم .
سيقول لنا المحامي والقانوني والقاضي بان الاستقلال لا علاقة له فيما ذكر أعلاه فهو امر دستوري وسيادي بحت، وساقول انا في جميع التحقيقات التي ستدعونني عليها لاحقا لانني خالفت حدودكم وتجاوزت خطوطكم:
ان ماذكر اعلاه هو الشعب اي احد اهم متطلبات قيام دولة، وكما ترون فان الشعب يعاني ويلهث اخر ما تبقى له من انفاس لذا وجب العلاج، وجب ايجاد حل فلا مزيد من التقاعس والا بات الندم لا ينفع، لذلك ومن هنا حيث منبري الوحيد فرسالتي لمن يهمه الامر من اصحاب المسؤولية والمصلحة العامة:
اولاً: دعوننا وشآننا لان وطننا ومليكنا احب الينا مما تزعمون فكفاكم فساداً ومرحاً في الأرض.
ثانياً: اعملوا على تسليم مقاعدكم الدوارة للشباب، ولا تغفلوا عن تقسيمها فيما بينهم بعدل ومساواة حيث الكفاءة لا المحسوبية.
وأخيرا وليس اخرا اطمئنوا لن نحاسبكم على اي من سرقاتكم وفسادكم وطغيانكم، فقط دعوها لشبابها (شباب الاردن العظيم) لنفتح بابا جديدا في المجد، وانني على يقينن تام تماما كايماني بالاخرة وما تحمله من عقاب وجزاء لافعالكم، فيما لو تم اتباع ا حروف رسالتي تطبيقاً لا قولاً فاننا على موعد باحتفال تاريخي مليء بانجازات لم تذكر بعد في كتاب التاريخ الأردني، انجازات لهذا الوطن الذي يستحق منا الكثير تحت ظل رعاية مليكنا الهاشمي، هي فرصة ونحن لها.
مدار الساعة ـ