مدار الساعة -استضاف راديو الشرق مع Bloomberg الخليجية المختصة بالاقتصاد والمال والأعمال مساء الأربعاء للمرة الثانية على التوالي وخلال أسبوع وعلى الهواء مباشرة, الخبير الإستراتيجي في السياسة والإقتصاد والتكنولوجيا المهندس مهند عباس حدادين, للحديث عن مجريات الساعة الاقتصادية والنفطية من قبل الإعلامية والمذيعة المتميزة لينا قنوع.
سؤال: تشهد أسعار النفط إرتفاعاتها , لليوم الثالث على التوالي بأكثر من2% على جميع أنواع النفط , برأيك إلى ماذا تعزو أسباب الإرتفاعات في النفط, هل تصريحات وزير الطاقة السعودي لعبت دوراً أساسياً في إرتفاعات أسعار النفط؟
جواب:اليوم وفي هذا المساء وصلت أسعار النفط على الشاشة عندي الآن 78.5 دولار, خلال أيام إرتفعت أسعاره قرابة 5%, وهذا رقم مرتفع وأعزو ذلك لثلاث أسباب:
أولاً- قبل ثلاث أيام صرح الأمين العام لأوبيك بلس قلة الإستثمارات على المدى البعيد تؤدي إلى تقلبات وتضارب أسعار النفط.
ثانياً- خلال المؤتمر الدولي في قطر الذي تنظمه Bloomberg حذر وزير الطاقة السعودية كل من المضاربة بالنفط والبيع على المفتوح , ومن تصريحات وكالة الطاقة الدولية بخصوص العرض والطلب والتي لا تتطابق مع قرارات أوبيك بلس, مما أثار الهلع والخوف لدى الأسواق والمتداولين وخصوصاً أننا نترقب إجتماع أوبيك بلس في الرابع من حزيران القادم والخشية من التخفيض الثالث بكميات الإنتاج النفطية ,نعرف أنه كان هناك تخفيضين أحدهما في شهر 11 من السنة الماضية بمقدار 2 مليون برميل أدى إلى إرتفاع السعر ولامس 97 دولار للبرميل , والآخر في شهر نيسان الماضي حيث وصلت بعدها الأسعار إلى القمة هذا العام وهي 87 دولار للبرميل,فالآن أسعار النفط متراجعة وبتصريح وزير الطاقة السعودية سيرفع الأسعار , فحسب تقديري فإن منظمة أوبيك بلس في الإسبوع القادم ستنظر لأسعار النفط فإذا وجدته أعلى من 80 دولار ستثبت كميات الإنتاج في إجتماعها, أما إذا كانت الأسعار أقل من 80 دولار للبرميل فسيكون هناك تخفيضاً ثالثاً لكميات الإنتاج اليومية, وسيعتمد هذا القرار على أسعار النفط عشية الإجتماع.
ثالثاً – البيانات الأمريكية على المخزونات النفطية تشير إلى نقص حاد في المخزون, لسببين أحدهما نقص الطلب على مادة البنزين لبدء موسم السياحة والرحلات في الولايات المتحدة والإخر لنقص المخزونات الإسبوعية من النفط.
جميع هذه الأسباب الثلاث كافية لرفع أسعار النفط للإسبوع القادم.
سؤال: لو قررت دول أوبيك بلس تخفيض الإنتاج في 4 حزيران لدعم أسعار النفط, برأيك كم ستبلغ نسبة هذا التخفيض؟
جواب: برأيي إذا كان هناك تخفيض على إنتاج النفط فسيكون من نصف مليون إلى مليون برميل يومياً وهذا الرفع سيؤدي إلى رفع أسعار النفط من 85-90 دولار للبرميل الواحد.
سأقوم بتقسيم الفترات القادمة بالنسبة لأسعار النفط والإقتصاد العالمي كالتالي:
الفترة الأولى: تستمرمن اليوم لغاية 4 حزيران.
القترة الثانية: من 4 حزيران لغاية 13 حزيران.
الفترة الثالثة: بعد 13 حزيران.
وقبل هذه الفترات سيسبقها سقف الدين الأمريكي, فكما علمنا لم يكن هناك إتفاق قبل يومين , لكن من المتوقع أن يكون هناك إجتماع هذا اليوم الأربعاء بين الرئيس الأمريكي بايدن ورئيس مجلس النواب ,نتيجة لضغط وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين بنفاذ كامل للمخصصات المالية الإسبوع القادم, حيث أن هناك مدفوعات بقيمة 1 ترليون دولار تستوجب على الخزانة الأمريكية دفعها, لذلك سُتقدرالزيادةعلى سقف الدين من 1-1.5 ترليون دولار لتستطيع الولايات المتحدة ممارسة خططها الإقتصادية والإلتزام بمدفوعاتها, لذلك أتوقع أن يتم الإتفاق على وضع سقف جديد للدين الأمريكي.
سؤال: ما هي التداعيات السلبية التي ستلحق بأسعار النفط عند التخلف عن السداد وأيضاً ما شهدناه من تفاعلات سلبية على الأسواق الأمريكية والآسيوية والأوروبية منذ يوم أمس لغاية اليوم , بعد قيام مديرة صندوق النقد الدوليبالطمأنة بهذا السداد؟
جواب:سقف الدين سيؤثر تأثيراً سلبياً على أسعار النفط تؤدي إلى إنهيار أسعاره إضافة إلى إنهيار في الأسهم العالمية, حيث أن البيانات لشهر أيار من الشركات التصنيعية في أوروبا والولايات المتحدة جاءت بنتائج ضعيفة بغير المتوقع أدت إلى إنخفاض في أسواق الأسهم العالمية ,حيث أن تكاليف الطاقة تزيد سلبية البيانات .
لنعود للفترة الثانية : من 4 حزيران لغاية 13 حزيرانوهذا يوم إجتماع الفيدرالي الأمريكي ,لإتخاذ قرار على سعر فائدة الدولار,فحسب توقعاتي وتحليلي العميق سيكون هناك حتى نهاية هذا العام رفعات على الدولار لتصل الفائدة من 6-7%, لغاية اليوم سعر الفائدة الأمريكية 5.25% بعد 10 رفعات على الدولار, فاليوم قامت نيوزلندا برفع الفائدة ب25 نقطة أساس لتصل إلى 5.5% وهي الأعلى , فالكل يستهدف خفض التضخم ليصل 2%,فالولايات المتحدة لديها تضخم 5%, وأوروبا 7% وبريطانيا 10%, فالتخوف أن لا نصل إلى خفض التضخم مع نهاية العام وهذا سيقودنا إلى ركود رغم الرفعات المتتالية في الأشهر القادمة,لأن كُلف الإقتراض سترتفع وستُشكل عبأً كبيراً على شركات التصنيع , والضغط على البنوك , حيث أن هناك مخاوف من إرتفاع الفائدة أن يتكرر ما حدث مع البنوك التيأفلست الشهر الماضي,واليوم لدينا تصريح من مدير بنك UBS بأن بنك الإستثمار التابع لبنكCredit Suisse الذي تم الإستحواذ عليه لإنقاذه أصبح خارج عن السيطرة وهذا الخبر أيضاً يضعضع ثقة المستهلك وتؤثر وتنعكس سلباً على النفط .
لذلك فإن قرارات الفيدرالي بعد 13 حزيران برفع الفائدة ستكون أسعار أخرى للنفط, أما إذا تم تثبيت سعر الفائدة ,وسارت الأمور طبيعية smoothسيبقى سعر النفط كما أشرت إليه في الحلقة السابقة من 70-80 دولاراً للبرميل,أما إذا حدث هناك تقلبات بين رفع للفوائد وتعثر للبنوك سيؤدي بالدخول إلى الركود مبكراً وبالتالي ستؤثر هذه المتغيرات عكسياً على أسعار النفط وتؤدي إلى إنخفاضه.
سؤال: تصريحات الوزير السعودي بأن ما يحرك السوق هو المضاربة وليس أساسيات السوق؟
جواب:المضاربات تحيّد التوقعات الحقيقية والسلوك الحقيقي للأسعار من متغيرات النفط والأسهم والذهب وعلاقتهم ببعض, فأي تغيير غير حقيقي أو إختلال على أي منهم سينعكس بالسلب على الآخر وبالتالي سيؤثر ذلك على المنظومة الإقتصادية برمتها,لذلك أتوجه بالنصح للمضاربين بالإستماع للبيانات الحقيقية ذات التحليل العميق التي تصدُر من الخبراء الإقتصاديين والإستراتيجيين ليتبعوا ما يُشار إليه بهذه التقارير من تحليلات وتوقعات , لتكون العلاقة سليمة وصحية.
أخيراً سأضيف بأن هناك في العالم قوى وتجاذبات عكسية بين طرفين أو قطبين, فهناك دول نفطية ذات إقتصادات ناشئة تسعى إلى الإستفادة من الرفع في أسعار النفط لتمويل مشاريعها الإنمائية والمستدامة كدول الخليج وغيرها,وهناك دول غربية كالولايات المتحدة وأوروبا تسعى لتخفيض أسعار النفط للتغلب على التضخم , لكن سياساتها الفدرالية برفع أسعار الفائدة تسبب الضرر للدول الناشئة التي تكون بحاجة إلى الإقتراض وغيرها بحاجة لسداد ديونها , لذلك يجب على هذه الدول أن تتفق وان يكون هناك إنهاء لأي حروب لأنها تسبب الضرر للجميع.