اعتاد الناس على مبايعة قياداتهم من خلال استفتاءات شعبية.. او من خلال مندوبين عنهم.. وقد يعتري هذه المبايعات ما يعتريها من تشكيك.. فكثير ما نسمع بان من ذهب ليبايع القائد الفلاني هم من زبانيته او المحسوبين عليه..
في حالة الاردن الفريدة في كل شيء ونحن نعيش في ظل أجواء مشحونة وملتهبة في معظم البقاع على كوكبنا الارضي.. والخوف يلف الكثيرين من خطر القادم.. وكثير من الشعوب تتوجس من مقدرة قياداتها وبلدانها من امكانية عبور اخطار المستقبل السياسية والاقتصادية.. ومشاكل الامن الغذائي.. وحتى الحالة الصحية التي تطالعنا الاخبار عن امراض تلوح في الافق.. تجدنا مؤمنين برب العالمين ومتوكلين عليه.. ومؤمنين بقيادة هاشمية نذرت نفسها لتكون في المقدمة لخوض غمار اي تحد يواجه الاردن.. وما انسلخت هذه القيادة عن شعبها منذ التأسيس.. وكانت ولا تزال قريبة من الشعب.. على الرغم مما يذاع من بعض الابواق هنا وهناك..
واتت مناسبة عزيزة علينا لسبط هاشمي اردني.. ليعبر الشعب عن ما بداخله تجاه قيادته.. فمنذ الاعلان عن موعد زفاف اميرنا المحبوب.. ولا تكاد منطقة في الاردن الا واعلنت الفرح الشعبي.. والكل ينتظر ويراقب ذلك اليوم البهيج.. فكانت ردات الفعل مؤشر واضح على مبايعة شعبية لقيادتها.. دونما اعلان او ترتيب او صناديق واوراق فرز.. ولا حتى من خلال مندوبين عن الشعب.. فكانت من الشعب للقيادة دون واسطة..
ما لفت نظري ان عريسنا الشاب.. لا يبدو عليه انشغاله في عرسه.. ومراسمه وبوتوكولاته.. بقدر عمله.. فنجده يشارك في كل الفعاليات الرسمية.. وحتى في تدريبات القوات المسلحة والتي فيها من المخاطر حتى لو الشيء اليسير.. فهي تحتاج لجهد بدني وحركات.. وهو في النهاية بشر.. ولا سمح الله فهو معرض لاي شيء يصيب البشر.. الا انه مواضب على اداء مهامه..
قد يقول لي قائل بان هناك من التشريفات والمسؤولين الكثيرين الذين يعنون بمراسم الفرح.. اقول نعم والف نعم.. ولكن ما دعاني لكتابة هذه الكلمات.. هو التعبير المتزايد من كافة فئات الشعب عن فرحتهم وغبطتهم في هذا الفرح.. واستعداداتهم له.. وكذلك سموه لم يغب عن مهامه التي فيها نوع من المخاطر.. مع ان انظار الجميع متجهة صوبه وصوب ذلك اليوم.. فاصبحت هذه المناسبة بمثابة تجديد البيعة للهاشميين.. واثبات من الهاشميين انهم لا تلهيهم اي مناسبة عن اداء مهامهم التي نذروا انفسهم لها..
حمى الله الأردن ملكا وشعبا وأرضا..
والف مبارك لاميرنا المحبوب..