مدار الساعة - أعلن المركز الدولي لضوء السنكروترون للعلوم التجريبية وتطبيقاتها في الشرق الأوسط، "سيسامي" عن تسلمه أول شعاع فوتوني بالأشعة السينية إلى المحطة التجريبية لخط الإشعاع الخامس في المركز وهو خط التصوير المقطعي (الطبوغرافي) المعروف اختصارا باسم (بيتس).
وخلال تجربة عملية تم الحصول على أكثر من 1000 صورة شعاعية بالأشعة السينية لعينة اختبار دوارة في 12 ثانية فقط، بواسطة أحد أجهزة الكشف المستخدمة في خط الأشعة.
وبحسب بيان للمركز، اليوم الاثنين، تم جمع البيانات وإعادة بنائها بواسطة أجهزة الحوسبة عالية الأداء المصممة خصيصا لهذا الخط والتي تم بناؤها في مركز سيسامي خلال عام 2022، ما يسمح بتكوين صورة ثلاثية الأبعاد لعينة الدراسة.
وسيوفر خط الإشعاع الجديد (بيتس) تقنية التصوير الإشعاعي بالأشعة السينية وتقنية التصوير المقطعي بالأبعاد الكاملة، حيث أن هذه التقنية قوية علميا وغير مدمرة في التصوير الثلاثي الأبعاد وفي تحليل مجموعة كبيرة ومتنوعة من المواد، ومن خلال خاصيتها الإتلافية.
وأشار البيان، الى أن هذا الخط الجديد سيقدم صورا افتراضية ذات حجم افتراضي له أهمية خاصة للباحثين والعاملين في المجالات التراثية والثقافية والأثرية، حيث أن توصيف البنية المجهرية الداخلية ثلاثية الأبعاد التي سيوفرها التصوير المقطعي له أهمية قصوى في فهم شامل للمواد والأشياء والكائنات الحية الأخرى.
ويمكن استخدام خط الإشعاع (بيتس) في مجموعة كبيرة من التطبيقات العلمية والتكنولوجية التي تتراوح بين الطب وعلم الأحياء والهندسة وعلوم المواد إلى علوم الأرض والكواكب، ما يمثل إضافة رئيسية ونوعية للإمكانات العلمية المتوفرة حاليا بمركز سيسامي لخدمة الباحثين في المنطقة.
يذكر أن تصميم هذا الخط الجديد مستوحى من خط أشعة التصوير المقطعي في مركز الضوء السويسري (SLS)، حيث تم تحسينه بالكامل للامتصاص وتصوير التباين المرحلي.
ووفقا للبيان، تم الاهتمام للحفاظ على تماسك الأشعة السينية من خلال استخدام ثلاثة أقطاب مغناطيسية متذبذبة بمجال مغناطيسي مقداره 3 تسلا (wiggler 3T 3-pole)، ما يزيد بشكل كبير من تدفق الفوتونات في مدى طاقة الأشعة السينية حتى 80 كيلو فولت، وهو أمر ضروري لدراسة مجموعة واسعة من المواد والعينات.
وقال المسؤول العلمي لخط اشعاع (بيتس) الجديد جيان لوكا، إنه بعد اجراء هذه التجربة كنا مبتهجين بمراقبة الصور ثلاثية الأبعاد الأولى لـخط (بيتس) بعد دقائق قليلة من بدء اختباراتنا.
وأضاف، ان هذا الإنجاز كان بسبب أربع سنوات من العمل الشاق والمتواصل، ما جعل جميع العاملين في مركز سيسامي فخورين به.
من جهة أخرى، تم تصميم وبناء هذا الخط الجديد بدعم من الاتحاد الأوروبي من خلال مشروع جمع بين المرافق البحثية الرائدة في الشرق الأوسط (مركز سيسامي و المعهد القبرصي) ومجموعة من مراكز السنكروترون الاوروبية "ALBA-CELLS" في اسبانيا، "DESY" في المانيا، "Elettra و INFN" في ايطاليا، "ESRF" في فرنسا، "PSI" في سويسرا، بالإضافة الى مركز "SOLARIS" في بولندا، حيث تم تمويل هذه المشروع من قبل برنامج "Horizon 2020" للبحث والابتكار التابع للاتحاد الأوروبي.
وأشار البيان الى انه تم التنسيق بين الجهات المشاركة في المشروع من قبل مركز اشعاع السنكروترون الاوروبي "ESRF" في فرنسا، وسيتم افتتاح هذا الخط رسميا في 6 حزيران المقبل، برعاية وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وبحضور تمثيل أوروبي رفيع المستوى من المديرية العامة للبحوث والابتكار في المفوضية الأوروبية ومن المدراء العامين لمراكز السنكروترون الأوروبية المشاركة في تشييد خط الإشعاع (بيتس)، بالإضافة الى رئيس مجلس مركز سيسامي وسفراء الدول الأعضاء بالمركز لدى الأردن.
وأكد البيان، أن هذا الخط سيكون متاحا لاستقبال المشاريع البحثية في شهر أيلول من هذا العام الحالي.