أخبار الأردن اقتصاديات دوليات مغاربيات خليجيات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مقالات مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

ناطق إعلامي برتبة وزير


رندا الحتامله

ناطق إعلامي برتبة وزير

مدار الساعة ـ
استحضرتُ في ذهني صورة الممثل الكوميدي عادل إمام في فيلمه " الواد محروس بتاع الوزير" ساعة كان يقوم بتقديم المقص لمعالي الوزير (بلدياته) كي يقوم الأخير بقص شريط تدشين بعض المشاريع، ليغرق بعدها ممثلنا الكوميدي في نوبة تصفيق لا آخر لها، ثم ليتطوّر الأمر فيما بعد، فيتفوّق هذا (الولد المساعد) الذي لا يساوي شروى نقير على الوزير ذاته.
تجربة الناطق الإعلامي وحتى هذه الساعة لا تزال بحاجة إلى إعادة هيكلة وتدريب وتأهيل بل وإصلاح، تلك التجربة التي تبلورت فكرتها للتدليل على أداء الوزارة وعملها وطرح المعلومات بنزاهة ومهنية وشفافية أمام الوسائل الإعلامية والصحفيين الباحثين عن صدق المعلومة للتأشير على جوانب القصور وإصلاحها وإبراز الانجازات وتطويرها، إلا أن الفهم الخاطئ الذي يمارسه بعض الناطقين الإعلاميين بالتواطؤ مع المسؤولين في المؤسسات الإعلامية أسقط مهنية الناطق الإعلامي وأضعف أداء دور الصحفي حتى بات مجرّد ناقل للتلميع الذي يمارسه الناطق الإعلامي، الذي لا تكاد مهامه تتجاوز أداء مهام (الواد محروس بتاع الوزير) الذي أشرنا إليه في بداية مقالنا، حيث التلميع والترقيع والتعتيم والبهتان والمراوغة، ليقوم الصحفي بأداء دور الناقل أو البوق لكل شاردة وواردة صدرت عن صاحبنا، الأمر الذي يخلّ بالأداء الصحفي الحقيقي لغياب الممارسة المهنية الموضوعية في غياب الاستفسار والمساءلة والبحث عن المعلومة ورصد الحقيقة.
أما الأكثر إزعاجا لأداء الصحفي فهو تهرّب الوزراء وغيابهم عن أداء تصريحاتهم مباشرة أو الحديث عن أعمالهم دون اللجوء إلى الناطق الإعلامي الذي يبدو كالمخلّص، حتى بات الراعي الأول لمسيرة أيّ وزير والمصدّ الدافعي أمام وابل المساءلات الصحفية.
ولله في خلقه شؤون.
مدار الساعة ـ