انتخابات نواب الأردن 2024 اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للاردنيين احزاب رياضة أسرار و مجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مقالات جاهات واعراس مناسبات مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة كاريكاتير طقس اليوم رفوف المكتبات

'ثلاثُ قِمَمٍ'.. وجداول أعمال 'مُزدحِمة' في توقيت 'مُتقارِب'؟؟


محمد خروب
kharroub@jpf.com.jo

'ثلاثُ قِمَمٍ'.. وجداول أعمال 'مُزدحِمة' في توقيت 'مُتقارِب'؟؟

محمد خروب
kharroub@jpf.com.jo
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ نشر في 2023/05/21 الساعة 01:20
الصدفة وحدها هي التي جمعتْ «ثلاث قِمم» بجداول أعمال مزدحمة, في توقيت مُتقارب يل واحد, ما أربكَ أو عقّدَ مهام وسائل الإعلام والدوائر السياسية والديلوماسية, زد عليهما الإستخبارية/الأمنية بأبعادها الإقليمية والدولية. خاصة في ظل الإستقطاب الحاد الذي يفرض نفسه على المشهد الدولي, والذي قد تكون قمة مجموعة الدول الصناعية الكبرى/الـ G7 قد سرقت منه بعض الأضواء, كون هذه المجموعة التي سُمّيت عام/1997 (G8) إثر دعوة روسيا للإنضمام إليها, عادت الى تسميتها التي كانت عليها منذ قيامها عام/1973, بعد «تجميد» عضوية روسيا عام/2?14 على خلفية الوضع في أوكرانيا, وعدم اعتراف موسكو بالحكومة الجديدة في كييف, لأنها وصلت الى السلطة نتيجة إنقلاب, إضافة الى انها ضمّت ممثلين عن قوى متطرفة, ثم موافقة موسكو لاحقاً على طلب جمهورية القِرم الإنضمام الى قوام الاتحاد الروسي.
وإذ لفتت روسيا الى قرار قادة مجموعة G8 تجميد عضويتها, بأنه لا توجد آلية لإستبعاد اي عضو من أعضاء المجموعة, بسبب عدم وجود صفة رسمية لها، إلاّ أنها في الوقت ذاته قلّلت من أهمية قرار كهذه، قائلة على لسان وزير خارجيتها/لافروف: إذا كان الغرب يرى ان مجموعة الثمانية قد انتهت فـ«لا مانع لدينا».
ورغم أن تجميد عضوية روسيا ليست موضوع عجالتنا هذه, إلاّ ان الإضاءة على ملابسات انفراط عقد الـ«G8» مُرتبط وما يزال بالأزمة الأوكرانية المتمادية فصولاً, منذ الثورة الملوّنة التي دعمتها واشنطن وأطلقت عليها «ثورة الميدان الأوروبي» في شباط/2014، ما يعني ان قمة هيروشيما هي امتدادات لتسع سنوات من الأزمة, التي وصلت ذروتها في الحرب الدائرة منذ24/2/2022, والمرشحة للإنزلاق الى ما هو اسوأ إذا واصل المعسكر الإنجلوساكوني بمشاركة فاعلة من حلف الناتو والاتحاد الأوروبي, ضخ المزيد من الأسلحة المتقدمة وإصراره على إلحاق هزيمة ?ستراتيجية بروسيا. الأمر الذي قد يُوصل «الجميع» الى نقطة اللاعودة, خاصّة بعدما «أدخلَ» المعسكر الغربي الصين وإيران في معادلة الحرب سواء, في الـ«تحذير» من خطر الترسانة النووية الصينية, أم في تحذير قمة الـ G7 طهران من استمرار برنامجها النووي الذي وُصِف بأنه يُشكل خطورة على الأمن والسلم الدوليين, وِفق المجتمعين في هيروشيما (وما ادراك ما مأساة هيروشيما, التي رفض الرئيس بايدن, تقديم اعتذار عن جريمة بلاده إزاء قصفها ومدينة ناكازاكي بالقنابل النووية)؟.
ثمّة قمة أخرى وإن كان مُصغّرة (في عديد دُولِها) هي التي جمعت الصين بدول آسيا الوسطى الخمس..(كازاخستان,أُوزبكستان،قيرغيزستان،طاجيكستان وتركمانستان) لأول مرة منذ تأسيس العلاقات بين بيجين وهذه الدول. على نحو وَصفَها مراقبون بأنه «اختراق» جيوسياسي صيني بأبعاد اقتصادية, خاصّة في دفع مشروع «الحزام والطريق» الى الأمام, دون إهمال الأبعاد السياسية لهذا الإختراق, خاصة في ظل محاولات أميركية محمومة للتقرّب الى هذه الدول (دع عنك ما تبذله واشنطن من محاولات لمحاصرة نفوذ روسيا في منطقة القوقاز, عبر إستثمارها الخلافات الأر?ينية – الأذربيجانية وتقمّص دور الوسيط، فيما تقول موسكو علناً ان «لا» بديل لها في الوساطة بين البلدين).
ماذا عن القمة العربية؟
تميّزت وقائع قمة جدة التي حملت الرقم/32، بـ«الإيجابية» والهدوء اللذيْن ميّزا كلمات القادة ورؤساء الوفود, والتي بدت في معظمها ميّالة الى نبذ الخلافات والعبور الى مرحلة جديدة تتّسِم من بين أمور أُخرى بتفعيل الدور العربي الإقليمي والدولي, خصوصاً في التأسيس لمشهد عربي مُغاير لما ميّز المرحلة السابقة. وتحديدا لجهة حل الأزمات وإعادة الإستقرار ووقف الحروب المتدحرجة في أكثر من بلد عربي. سواء ما خصّ السودان الآخذ بالغرق في مآسيه, وسط تخوفات بالإنزلاق الى حرب أهلية, فضلاً عما يجري في ليبيا وما يعيشه لبنان من تدهور ا?تصادي ونقدي ومالي, وإصرار نُخبه السياسية والحزبية على تقديم مصالحهم الأنانية, المحمولة على أبعاد طائفية ومذهبية, تروم منح مشروع القوى الإنعرالية الداعي الى الفدرلة فرصة مُتجددة, يحلمون بعدها بتقسيم لبنان او إقامة كيان كونفدرالي.
هل قلنا المسألة الفلسطينية؟
ثمّة «اجماع» وفق «إعلان جدة» على أنها القضية المركزية الأولى للأمة وشعوبها. وإن كانت في ظل نظام القطب الواحد الآيل للسقوط، لا تبدو فرص او إحتمال حدوث «ضغط» دولي وخصوصاً أميركي, على الإئتلاف الفاشي الحاكم في تل أبيب, مُتاحة أقلّه في المديين القريب والمتوسط. ما يستدعي بذل المزيد من الجهود لكسر حال «الستاتيكو» التي تسعى واشنطن وتل أبيب لتكريسه. في وقت يتواصل فيه الإستيطان والتهويد والأَسرلَة.
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ نشر في 2023/05/21 الساعة 01:20