كثيرة هي الدروس التي يمكن استخلاصها من الانتخابات الرئاسية التركية، اولها أثر وأهمية الاحزاب العقائدية القائمة على فكرة، ذلك ان الفكرة تربط المؤمنين بها بصرف النظر عن نوعهم الجندري رجلا ام نساء، وبصرف النظر عن تصنيفهم الاجتماعي او الاقتصادي حتى والعرقي، فالاحزاب الفكرية عابرة للحدود، والأدلة على ذلك كثيرة، منها انتشر فكر الفكر الماركيسي في كثير من دول وشعوب العالم، ومنها أيضا انتشار فكر الاخوان المسلمين في الكثير من دول العالم وشعوبه أيضا، ومنها الشعب التركي، حيث يحسب حزب العدالة والتنمية وزعيمه رجب طيب أردوغان على فكر الاخوان المسلمين، ولعل الطبيعة الفكرية لانتخابات الرئاسة التركية، هي التي جعلت الأردنيين يتابعون
هذة الانتخابات وكأنها تجري في بلدهم، حيث كان بعضهم يتمنى فوز أردوغان، بينما كان بعضهم الاخر يتمنون فوز المعارضة التركية وقد كان واضحا ان اصطفافات الأردنيين بالنسبة للانتخابات الرئاسة التركية كانت على أسس فكرية في الغالب.
و يزيد من بريق الاحزاب الفكرية، عندما تنجح بعدم إهمال رغبات وحاجات الناس، قدرتها على تجسيد رغبات الناس ببرامج عمل قادرة تلبية حاجة الناس متطلباتهم، وهو الأمر الذي نجح في تحقيقه حزب العدالة والتنميه خاصة في الدورات الأولى لحكمه، مما زاد من بريقه داخل تركيا وخارجها، ولعل هذا أيضا من الأسباب التي جعلت الكثير من شعوب العالم ومنها الشعب الأردني تنشد لمتابعة انتخابات الرئاسة التركية. والتي ابرزت حقيقة أخرى تقول ان ذاكرة الشعوب تكون في بعض القضايا قصيرة فتنسى، وهو ماظهر واضحا بالانتخابات الرئاسية التركية يوم الأحد الماضي، إذ ان نسبة من الأتراك خاصة الشباب نسية ماحققه أردوغان من نهضة اقتصادية لتركيا في الدورات السابقة لرئاسته، وتمت محاسبته على التعثر الاقتصادي الذي عاشته تركيا خلال السنوات القليلة الماضية، خاصة في ظل جائحة كورونا، والحرب الاؤكرانبة. مما أثر على نتائج أردوغان.
سبب اخر أثر سلبا على نتائج أردوغان في الانتخابات الأخيرة، هو الداء الذي يصيب الاحزاب، أعني به داء الانقسامات، وانقلب الأخوة الرفاق على بعضهم، وهو داء لم ينجو منه حزب العدالة و التنمية، حيث وقع خلاف بين أردوغان حليفه وشريكه عبد غل، وخلاف اخر مع حليفه الاخر احمد أوغلو، وغيرهما من الخلافات الانشقاقات التي سحبت معها الكثير من أعضاء الحزب وانصاره، مما كان لابد معه ان تتراجع شعبية أردوغان ونتائجه في الانتخابات، خاصة وان بعض شركاء وحلفاء الأمس تحالفوا مع أعداء أردوغان بالانتخابات.
اسباب أخرى لانشداد الناس لمتابعة الانتخاب التركية هو التعطش النموذج ديمقراطي النموذج تركيا كما تجلى بانتخابات يوم الأحد.