مدار الساعة – بعد 13 عامًا من الغياب، يعود الرئيس السوري بشار الأسد الجمعة للمشاركة في القمة العربية في جدّة في السعودية، والتي من المتوقع أن تناقش أيضًا النزاعات في السودان واليمن.
ووصل الأسد إلى مدينة جدة الساحلية على البحر الأحمر مساء الخميس لحضور القمة السنوية لجامعة الدول العربية، في أول مشاركة له منذ عُلّقت عضوية دمشق في 2011 .وقال وزير الخارجية السوري فيصل المقداد بعد وصوله إلى جدة قبل أيام “نعبر عن سعادتنا بوجودنا في السعودية، هذه القمة مهمة جدا، مضيفا “نتمنى لهذه القمة كل النجاح”.وكانت قمة سرت في ليبيا في آذار/مارس 2010 آخر قمة حضرها الأسد.إضافة إلى تطبيع العلاقات مع دمشق، من المتوقّع أن تتصدّر جدول أعمال القمة أزمتان رئيسيتان: النزاع المستمر منذ شهر في السودان بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمّد حمدان دقلو، والنزاع المتواصل في اليمن منذ أكثر من ثماني سنوات.وتأتي استضافة السعودية للقمة العربية فيما تستعرض الرياض نفوذها الدبلوماسي في الشرق الأوسط وخارجه، بعد عدد من المبادرات الدبلوماسية التي أطلق شرارتها الإعلان المفاجئ عن تطبيع العلاقات مع إيران بوساطة صينية في آذار/مارس.ومن ذاك، استعادت الرياض علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا وكثّفت جهودها الدبلوماسية للدفع نحو السلام في اليمن، حيث تقود تحالفا عسكريا ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران.ولعبت الرياض أيضا دورا مركزيا في عمليات إجلاء المدنيين من السودان حين اندلع القتال في شكل مفاجئ الشهر الماضي، وتستضيف حاليا ممثلين عن طرفي النزاع من أجل التوصل لهدنة.وهو ما دفع الكاتب الكويتي جواد أحمد بوخمسين للقول إنّ السعودية باتت “صانعة السلام”.وكتب الأربعاء في صحيفة عكاظ السعودية “لقد أصبحت المملكة العربية السعودية في عيون المراقبين والمتابعين كافة صانعة السلام، وأيقونة الوئام، الداعية إلى إنهاء الخلافات والقضاء على النزاعات”.وبالإضافة للتحديات الكبيرة التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط، سينبغي على القمة العربية أن تأخذ في الاعتبار قضايا دولية مثل الحرب في أوكرانيا، على ما كتب الأمين العام المساعد للشؤون السياسية الدولية بالجامعة العربية خالد منزلاوي الأربعاء في صحيفة الشرق الأوسط.وقال منزلاوي “لا بد من التأكيد أنَّه ستكون هناك حاجةٌ ماسةٌ للتوافق والتضامن بصورة جماعية… هذه المرحلة بالغة الخطورة من تاريخ العالم، التي تشهد إعادةَ رسمِ خرائط العلاقات الدولية”.وأكّد “سيحقق التوافق العربي موقفاً عربياً واحداً يعطي ثقلاً للعمل العربي، ويجعل القرارَ العربيَّ مسموعاً؛ ليس فقط على الصعيد الإقليمي، بل سيتخطَّى ذلك إلى النطاق العالمي”.ويتوافق هذا الطرح مع جهود السعودية الراهنة لتنويع تحالفاتها الدولية، مع توثيق العلاقات مع الصين وتعزيز التنسيق مع روسيا حول السياسات النفطية، مع محاولة الإبقاء على علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة، شريك المملكة الأمني منذ عقود.وقالت رابحة سيف علام الخبيرة بمركز الأهرام للدراسات السياسية في القاهرة لوكالة فرانس برس إنّ العالم في “لحظة دولية تشهد انسحاب القوى الكبرى من المنطقة وانشغالها بحرب روسيا”.وهو ما اعتبرته “قُبلة حياة للجامعة لتقوم بدورها كمحطة تنسيق للجهود الاقليمية لحل النزاعات في المنطقة” مشيرةً إلى أنها “فرصة لم تتوفر للجامعة العربية منذ فترة طويلة”.وقال توربيورن سولتفيدت من شركة فيرسك مايبلكروفت الاستشارية إن القمة الناجحة ستشمل من وجهة نظر الرياض، التزامات ملموسة من سوريا بشأن قضايا من بينها ملف اللاجئين وتجارة الكبتاغون.ويُعدّ تهريب المخدرات أحد أكبر مصادر القلق بالنسبة لدول خليجية وخصوصاً السعودية التي باتت سوقاً رئيسية لحبوب الكبتاغون المصنّعة بشكل رئيسي في سوريا.وتابع سولتفيدت أن قمم جامعة الدول العربية “اتسمت في كثير من الأحيان بالخلاف الداخلي وعدم الحسم” مضيفًا “بالتالي، فإن معيار النجاح سيكون منخفضا”. ا ف ب