أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات وفيات برلمانيات جامعات أحزاب رياضة وظائف للأردنيين مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مستثمرون مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

واشنطن 'ترفض' مبادرة السلام 'الإفريقية'.. كما رفضت المبادرة 'الصينية'!


محمد خروب
kharroub@jpf.com.jo

واشنطن 'ترفض' مبادرة السلام 'الإفريقية'.. كما رفضت المبادرة 'الصينية'!

محمد خروب
محمد خروب
kharroub@jpf.com.jo
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ
لم يتأخر ناطق مجلس الأمن القومي الأميركي/الجنرال جون كيربي, في إعلان موقف بلاده من المبادرة الإفريقية التي كشف عنها رئيس جمهورية جنوب إفريقيا/رامافوزا، وإعلانه ان الرئيسين الروسي/بوتين والأوكراني/زيلينسكي وافقا - بعد تحدّثه مع كل منهما - على استقبال «بِعثة» زعماء أفارقة سيقدمون مبادرة للسلام.
وإذ لم يكشف الرئيس الجنوب إفريقي عن مضمون المبادرة, أو الموعد الذي ستبدأ فيه بعثة الزعماء الأفارقة لقاءاتها في موسكو وكييف، فإن الجنرال كيربي قطع الطريق على المبادرة الإفريقية, عندما «اشترط» دعم الولايات المتحدة لمبادرة كهذه، بأن تتضمن/المبادرة الإشارة إلى «بنود التسوية» التي اقترحها الرئيس الأوكراني زيلينسكي، مُضيفاً: أن بلاده ستدعم مبادرة عدد من الدول الإفريقية للسلام في أوكرانيا إذا كانت مَبنِية على «الرؤية» الأوكرانية للتسوية و«مقبولة بالنسبة لكييف». مُستطرداً وواضِعاً المزيد من العراقيل على التحرك الإ?ريقي بالقول: «سنؤيد أي مبادرة سلام من الطرف الثالث، نراها جديرة بالثقة قابلة للتحقيق وثابتة»... مُتناسياً المسؤول الأميركي أن زيلينسكي كان أعلن أكثر من مرة أنه «لن يُفكّر» في التوصّل إلى اتفاق سلام لإنهاء الحرب «حتى تنسحب القوات الروسية بالكامل من الأراضي الأوكرانية».
عبارات ومصطلحات ملغومة كهذه، قيلت سابقاً في وصف المبادرة الصينية ذات البنود الـ«12» بنداً, التي شكّكت واشنطن فيها واعتبرتها «فخاً صينياً» يجب عدم الوقوع فيه, إضافة إلى تشكيك الاتحاد الأوروبي وأمين عام حلف الناتو/ ستولتنبرغ, الذي أخذ على الصين أنها لم «تُدِن» الغزو الروسي لأوكرانيا وفق تعبيره، دون أن تمنح أطراف المعسكر الغربي نفسها فرصة التدقيق في بنود مبادرة بيجين، بل وضعوا نصب أعينهم لقاء الرئيس الصيني شي جين بينغ بنظيره الروسي/بوتين في بيجين شباط 2022, أثناء حضوره الدورة الشتوية للألعاب الأولمبية, واتفاق?ما على «شراكة بلا حدود»، خاصة ان ذلك تم قبل ثلاثة أسابيع من بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا/24شباط 2022.
نحن إذاً أمام رفض بل تحريض أميركي, أوروبي وناتوي لأوكرانيا, تجاه أي مبادرات سلام تطرحها أطراف ثالثة. سواء كانت الصين المُتهمَة بتقديم دعم «عسكري» لروسيا, كان آخرها إعلان كييف انها عثرت على مُكونات صينية في ذخائر اطلقتها القوات الروسية, أم غير الصين, حيث «سِت» دول إفريقية تطرح مبادرة لم يتم الكشف عن بنودها, لكنها تُقابل على الفور برفض اميركي وتشكيك أوروبي, وخصوصاً بشروط اوكرانية مُسبقة تتحدّث عن «إنسحاب روسي كامل إلى حدود أوكرانيا في العام 1991»؟.
الدول الإفريقية الـ«6» التي قال الرئيس الجنوب إفريقي إن زعماءها سيشكلون الوفد الذي سيزور موسكو وكييف تُعتبر صديقة «للطرفين» الروسي والأوكراني, رغم أن اثنتين منها صوّتت لصالح الاقتراح الأميركي في الأمم المتحدة, بإدانة «الغزو» الروسي لأوكرانيا في عام 2022, فيما امتنعت أربع أخرى عن التصويت. ناهيك عن إعلان رامافوزا أن بوتين وزيلنسكي, أعطياه «الضوء الأخضر» لبدء الاستعدادات للتحرّك الإفريقي. لكن واشنطن سارعتْ إلى وضع العراقيل أمام تحرك كهذا؟..مُستعيدة في تشكيكها بموقف جنوب إفريقيا من الحرب الأوكرانية في ما يبدو,?عندما إتّهم السفير الأميركي في كيب تاون جنوب إفريقيا بالوقوف إلى جانب روسيا في الحرب الأوكرانية, بل وتقديم أسلحة لمساعدة موسكو, فضلاً عن التدريبات العسكرية البحرية الثلاثية لقطع من الأساطيل الروسية, الصينية والجنوب إفريقية في شباط الماضي.
وإذ يبدو أن ثمة مبادرات سلام أخرى في طريقها إلى «الإشهار», بهدف وقف الحرب الأوكرانية المُتدحرجة, والتي قد تتطوّر إلى ما هو أكثر خطورة مما يجري الآن، (خاصة بعدما مضت واشنطن والاتحاد الأوروبي وحلف الناتو وخصوصاً ألمانيا وبريطانيا التي بدأت بـ«حشد تحالف دولي لتزويد أوكرانيا بمقاتلات F-16 مُتجاوزة كل الخطوط الحمراء, بعد إمدادها كييف بأسلحة وعتاد وصواريخ بعيدة المدى)، ومنها ما كان طرحه الرئيس البرازيلي «لولا» قبل أسابيع, لتشكيل «مجموعة اتصال» من دول غير ضالعة في الحرب للوساطة من أجل السلام, وان كان الإقتراح الب?ازيلي العتيد لم يأخذ طريقه إلى التنفيذ حتى الآن,
فإن الرفض الأميركي لكل ما يُطرح من مبادرات أودعوات, يشي بان واشنطن مُصرّة على تحقيق الهدف الذي اعلنته ادارة بايدن, وهو «إلحاق هزيمة استراتيجية» بروسيا, في وقت تُمارس فيه ضغوطاً على الصين وتلويحاً بفرض عقوبات عليها, ليس فقط لإدانة «الغزو» الروسي, بل للإلتزام بالعقوبات الأميركية والأوروبية على روسيا. وهو أمر ترفضه بيجين في الوقت نفسه الذي تُواصل فيه جهودها لوضع حد لهذه الحرب. وهو ما يقوم به حاليا «لي هوي» الممثل الصيني الخاص لشؤون أوروبا وآسيا.. عبر جولة أوروبية تشمل أوكرانيا وروسيا إضافة إلى بولندا وفرنسا و?لمانيا. وَصفَها متحدث الخارجية الصينية بأنها «شهادة على جهود الصين نحو تعزيز محادثات السلام, وتُوضِّح - أضاف - تماماً إلتزام الصين الراسخ بالسلام».
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ