أخبار الأردن اقتصاديات دوليات مغاربيات خليجيات وفيات جامعات برلمانيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة مناسبات جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

عبدالهادي راجي يكتب: عن الطبخ والأحزاب


عبدالهادي راجي المجالي
abdelhadi18@yahoo.com

عبدالهادي راجي يكتب: عن الطبخ والأحزاب

مدار الساعة ـ
... لدي ملاحظة حول الأحزاب الحالية.
زمان كان مقياس (ست البيت) في الأسرة الأردنية، هو ما تطبخه من (الرز).. فالسيدة الحريصة المتقنة لعملها، هي التي تحرص على أن يخرج (الرز) متناسقاً طيباً وكامل الاستواء، أما السيدة التي يكون (الرز مجبل) لديها، فهذا الأمر من دلالات سوء إدارتها للمطبخ وفقدانها لمهارات الطبخ، وبالتالي فإن (الرز) هو مقياس لأشياء كثيرة أبعد من المطبخ .الحركة النسائية الأردنية، عانت من طبخ (الرز) أكثر من معاناتها من القوانين ومن المشاركة ومن التمثيل ومن الكوتا، فالمسألة ليست مرتبطة بفترة زمنية بل هي ممتدة، وما زالت مشكلة تستعصي على بعض النساء، في حين أن بعضهن بدافع الخبرة تجاوزن الأمر.فيما بعد.. منتصف السبعينات وبداية الثمانينات، سمحت وزارة التموين باستيراد أنواع جديدة من (الرز) الأمريكي وهذا الصنف، كان يغطي على الأخطاء المصنعية لدى الزوجات الجدد.. لأن طريقة طبخه مهما كانت رديئة، فأنه في النهاية عصي على أن ( ايجبل) ..ويخرج بحبات متناسقة منفصلة عن بعضها، الرز الأمريكي كما قلت غطى على الأخطاء المصنعية لدى الزوجات الجدد، وساهم في عدم كشف العيوب . قصة (الرز) ليست قصة سهلة ولا عابرة، (فالحماوات ) مثلا وفي جلساتهن كانت أعلى درجات انتقاد توجه لزوجات الأبناء، هي عمليات الوشوشة التي تتم بينهن، فحين تقول أم العبد مثلا لأم اسحق ..من قبيل عدم رضاها عن زوجة ابنها: ( الله يكسرها رزها مجبل ..فضحتنا في العزومة مبارح) ..فهذا يعني أن هذه الزوجة لن تستمر أكثر من عام بحكم أن المؤامرة قد بدأت عليها.. أيضا كانت الحماوات وما زلن يمارسن النقد المباشر في عملية طبخ (الرز) ..وأول سؤال من الممكن أن تقوم بتوجيهه (ام جوزيف) لزوجة الإبن وعبر مناسبة عائلية وعلى مرأى الجميع: ( كم نئعت الرز؟) ...فترد الزوجة ( ساعة يا حماتي ) ...طبعا رد (ام جوزيف ) يكون صارخا وحادا وهو: (مش حرام ينكب.. هو جوزيف بجيب مصاريه من الشارع؟) ..ما هي الدروس والعبر المستفادة من قصة الرز وما هي علاقتها بالأحزاب؟ أولاً: الطبخة الحزبية في الأردن يمكن اختصارها بكلمتين فقط وهما: (الرز مجبل ) وفهمكو كفاية.ثانياً: بعض الأحزاب الليبرالية، وما يسمى بالتكنوقراط... وبعض من ينادي بالدولة المدنية هي تشبه (الرز الأمريكي)... بأي شكل تطبخه، يتم التغطية فيه على الأخطاء المصنعية وأخطاء التربية لدى الزوجات الجدد، ناهيك عن أن الهوية أمريكية والمنتج أمريكي.. وهذا (الرز) مهجن وتمت زراعته فقط كي يغطي على العيوب.ثالثاً: بالنسبة لحزب الشراكة والإنقاذ ..نحن نتحدث عن (الرز) وحزب الشراكة والإنقاذ يتعاطى مع المشهد بطريقة (الفتيت والعيش).. أي أنه من الأحزاب التي ترفض (الرز) وترفض الملعقة، وتصر على (الغماس)...هذا هو اختصار المشهد وبصراحة: (الرز مجبل) .Abdelhadi18@yahoo.com
مدار الساعة ـ