أخبار الأردن اقتصاديات دوليات مغاربيات خليجيات وفيات جامعات برلمانيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس مناسبات جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

موت.. برسم الإهمال


د. عبدالحكيم القرالة

موت.. برسم الإهمال

مدار الساعة ـ
شهدت المملكة الأيام الماضية حوادث سير مروعة خلفت وراءها وفيات واصابات خطيرة ،وخسائر مادية كبيرة ،وبالتوازي مع ذلك ما أنتجته من ارتدادات وصدمات نفسية عميقة خلفت وراءها حزن وألم كبيرين بفقد أعزاء من ابناء الوطن ، جراء إهمال هنا أو استهتار هناك .
المتتبع لتلك الحوادث ونتاجاتها المؤلمة والتي القت بظلاها السوداء على الوطن خصوصا انها تسببت بأذى جسدي ومعنوي للوفيات والمصابين واسرهم ،وعلى المجتمع الاردني بكافة فئاته واطيافة ،يعي حجم هذا الخطر الكامن وأهمية الوقوف بوجه بكل ما أوتينا من قوة وعزم.
عندما نقرأ أو نسمع عن من فقدنا من أحبة وأقرباء وأصدقاء جراء هذا الموت المجاني يتملكك الحزن والألم من هول الصدمة جراء النزيف البشري الذي يأتي فجأة دون سابق انذار ،يدعونا للتوقف والتفكير مليا ،،ما المطلوب منا حتى نوقف هذا الخطر المحدق .
قصص مؤلمة ومؤثرة تصدرت وسائل التواصل الاجتماعي خلال الايام الماضية تطرقت لبعض من فقدنا بفعل هذه الحوادث القاتلة ، فتجدهم شباب بعمر الورود وأحبة في عز عطائهم وبذلهم توقف قطار حياتهم بفعل عنصر بشري لم يتحوط باجراءات السلامة المروية ولم يلتزم بها .
نتفق جميعا أن النتائج دوما كارثية خصوصا في ظل حوادث سيرة قاتلة لا تنتج الا الفقد والالم والحزن غير الخسائر المادية الكبيرة وبالتالي خسارة شاملة من كافة الاطراف والابعاد ،والمجتمع وابناؤه الخاسر الاكبر .
لكن ما الذي علينا فعله لايقاف هذا الموت الذي يجتاح طرقاتنا كل يوم واين الخلل ومكمن الخطر؟؟ اسئلة برسم الاجابة الفورية للوقوف على اسباب هذه الحوادث والعمل بحزم وشده لايقاع اقصى العقوبات
وأشدها بحق المتسببين والمخالفين .
كثيرة ومتعددة أسباب حوادث السير في الاردن وفي مختلف دول العالم غير أن الثابت الوحيد ان العنصر البشري (السائقين) هو المتسبب الرئيس في كل ذلك الالم والحزن والموت الذي يتربص بنا كل يوم وكل لحظة .
لا اعرف ما ذنب طفل فقد امه وابيه فجأة،أو أم خرج ابنها ولم يعد اليها مرة اخرى، قصص كثيرة مفجعة ومؤلمة تدمي القلوب تحيط بنا من كل حدب وصوب ما يتطلب منا وقفة جادة وعلى كافة المستويات لوقف هذا الخطر..
مشكورة ادارة السير في مديرية الأمن العام بما تقوم به من اجراءات دؤوبة ومستمرة وعلى المستويين العملياتي والتوعوي بكل ما أوتيت من قوه وعزم غير انه وللأسف لا يزال الجرح نازفا وبقوة ،ما يتطلب جهدا تشاركيا وتكامليا من مختلف الاطراف المعنية بالعملية المرورية بدءا من السائقين بالعمل الجاد على تجاوز كل الاخطاء المفضية لهذا الخطر..
المطلوب اليوم أن نعلنها حرب بلا هوادة على هذا العدو الكامن بيننا والمتربص بطرقاتنا بكل حزم وقوة وان نستنفر كافة طاقاتنا وامكانياتنا على كافة الصعد والمستويات،والضرب بيد من حديد لكل متهور ومستهتر غير آبه بما تنتجه سلوكياته وممارساتة الخاطئة من خطر وأذى للمجتمع والوطن
اما آن الآوان أن نقف يد بيد وكتف بكتف كل من جهته وحسب دوره بوجه هذا الموت المجاني الذي يلقي بظلاله الثقيلة وحزنه وألمه على جميع ابناء الوطن بمختلف فئاتهم ...كفى وألف كفى....حمى الله الوطن وابناءه من كل شر ومكروه.الرأي
مدار الساعة ـ