لا سلام يقود إلى السلام القابل للحياة مع أية دولة عربية، يسد عن السلام مع الشعب العربي الفلسطيني.
فها هو مؤتمر مدريد للسلام نسياً منسياً، واتفاقية أوسلو تحترق بلهب طائرات جيش الإحتلال الإسرائيلي !
وها هي في الأرشيف، مبادرات السلام التي قدمها الساسة أصدقاء إسرائيل: مبادرة روجرز عام 1970 ومبادرة ريغان 1982 ومبادرة بريجنيف 1982، وآخرها مبادرة ترامب الساذجة لاستسلام الشعب العربي الفلسطيني استسلاماً كاملاً غير مشروط !!
قدم الشعب العربي الفلسطيني تنازلات مذهلة من أجل السلام، تمثلت في التنازل عن مساحات شاسعة من أرض فلسطين.
وقدم العرب عام 2002 مبادرة الحد الأقصى للسلام مع إسرائيل، غير أنها لم تجد قبولاً، حتى لما تم تعديلها لترضاها إسرائيل !!
اللجوء إلى المذابح والعنف المفرط والاستيطان والتوسع، اعتماداً على الدعم الدبلوماسي والعسكري والاقتصادي الغربي، هو ما يحقق لاسرائيل "الإفلات من العقاب"، الذي هو أكبر سلاح الاحتلال الإسرائيلي.
ودائماً يسهم استخدام القوة الإسرائيلية المفرطة في دفع الفلسطينيين إلى تكييف أساليب المقاومة، لا إلى الاستسلام أو وقف النضال المشروع من اجل الاستقلال والكرامة، وهي المعادلة التي لم يستقعد لها المحتلون الإسرائيليون حتى اليوم.
والدمُ يستسقي الدم، وحلقة العنف لا تتوقف عن الدوران، والشاهد هذه المقاومة حيث يلاطم الكفُّ الفلسطيني مخرز الإحتلال الإسرائيلي منذ اكثر من 75 عاماً.
"فَيَقْضِي بَيْنَ الأُمَمِ وَيُنْصِفُ لِشُعُوبٍ كَثِيرِينَ، فَيَطْبَعُونَ سُيُوفَهُمْ سِكَكًا وَرِمَاحَهُمْ مَنَاجِلَ. لاَ تَرْفَعُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ سَيْفًا فَيَسْكُنُ الذِّئْبُ مَعَ الْخَرُوفِ، وَيَرْبُضُ النَّمِرُ مَعَ الْجَدْيِ..." (أشعياء).
ورغم وصايا "التناخ" السابقة، لم تتحول السيوف إلى محاريث ولا تحولت الرماح إلى مناجل. لا بل تحول كل مواطن إسرائيلي إلى ذئب وعسكري مدجج يطلق النار على الفلسطيني من مسافة صفر، دون أن ينال عقاباً !!
المريب والمؤلم أن 75 سنةً مرت على النكبة، والوحدة الوطنية الفلسطينية، أهم وأخطر سلاح فلسطيني، يصدأ في غمده، رغم ان سيف الاحتلال وصل الرقبة !!
الدستور