مدار الساعة - تتجدد أصوات الأمل لدى اللاجئين في كل ذكرى للنكبة الفلسطينية، مؤكدين للعالم أجمع أن مدة نزوحهم عن وطنهم قصيرة الأجل، وسيرجعون إليه، وهم يحملون راية النصر، ونغمات الأماني تداعب أحلامهم وتهدئ روعهم وهواجسهم. ففي حين أثرت هذه الكارثة على الفلسطينيين، تأثر الأردن وباقي الدول العربية في النكبة وتداعياتها تاريخياً.
سمة الصمود والأمل هذه، لمست خلال الفعاليات المتنوعة والخاصة التي أقامتها منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض)، ضمن مبادرة تواصل لشبكة نساء النهضة، وبالشراكة مع شبكة نايا المجتمعية الشبابية وسكان مخيمات اللجوء الفلسطيني في محافظة الزرقاء (حطين، الزرقاء، السخنة)، الذين ثمنوا ما قدمه الأردن من جهود استضافة اللاجئين وتأمين احتياجاتهم والعيش الكريم لهم، وذلك الإثنين 15 أيار/ مايو 2023، بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة التي شهدت تهجيراً ونزوحاً قسرياً لما يقارب 800 ألف من الشعب الفلسطيني.
وبينت المديرة التنفيذية للنهضة العربية (أرض)، سمر محارب، أن هذه الفعاليات تسعى إلى استكشاف التحديات والاطلاع على الإنجازات وتبادل الخبرات بين المنظمة ولجان مخيمات، وهي ليست وقفة حزن على ما جرى للفلسطينيين عام 1948، وإنما لتجديد الأمل بالمطالب والتأكيد على الصمود و التمسك بحق العودة للشعب الفلسطيني، مشيرة إلى أن منظمة (أرض) وضمن حملة "75 عاماً على النكبة المستمرة" تؤكد من خلال أنشطتها التزامها بقضية فلسطين العادلة ومحوريتها للمنطقة.
وأوضحت محارب أنه منذ أحداث النكبة أرتقى نحو 110 آلاف شهيد، وتهجير ونزوح 7 ملايين فلسطيني، فيما بلغ عدد الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال ما يقارب (4780)، مؤكدة على أهمية دعم الفلسطينيين في مطالبتهم العادلة بحقوقهم غير القابلة للتصرف في تقرير المصير وحق العودة لجميع الفلسطينيين.
وبشأن مرور ثلاثة أرباع قرن على النكبة، اعتبر العين المهندس، خالد رمضان، أن ليس ثمة فلسطين بلا عروبة، وليس ثمة عروبة بلا فلسطين، وما دام ثمة عربي واحد يتذكر، فإن فلسطين ستظل عصية على الضياع، وإن العدو سيظل عدواً حتى سقوطه النهائي في الهاوية، لافتاً إلى أن ذكرى النكبة مستمرة طوال أيام السنة وليس في أيام محددة، لتبقى مزروعة في عقول العرب وعلامة دامغة على جبين الجميع.
ورأى رمضان أن النكبة تاريخياً بدأت فعلياً العام 1917 مع الاحتلال البريطاني لفلسطين، والذي تزامن مع وعد بلفور المشؤوم بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، مشدداً على ضرورة وجود مشروع فلسطيني عربي مناهض لصفقة القرن.
وعرج المهندس رمضان حول جدارية فلسطين المطرزة "حق العودة.. العودة حق" التي تأسست عام 2001 بجهود حثيثة من صاحبة الفكرة الراحلة د. عايدة الدباس وبهجت أبو غربية، وجاءت فكرتها لأن الصهاينة حاولوا سرقة فن التطريز من الفلسطينيين ونسبه لهم، حيث شارك في إنجازها 120 مؤسسة مدنية و5 آلاف شخصية من مختلف مناطق المملكة والتي بدأت رحلتها من مدينة السلط إلى باقي المدن.
وبخصوص احتياجات المخيمات الفلسطينية في الزرقاء، أكد الحضور عدم توفر أماكن للسكن ما تزال تؤرقهم وتشكل تحدياً رئيسياً أمامهم، فضلاً عن حواجز أخرى تواجههم مثل البطالة، وظروف العمل الصعبة، والاكتظاظ السكاني، والافتقار للأماكن الترفيهية للأطفال والعائلات.
وأوصوا بتوفير المعلومات الصحيحة للاجئين، مع ضرورة الاستجابة للخدمات والرعاية الصحية والنظافة والتعليم في المخيمات، في ظل استمرار تأثيرات العواقب الاجتماعية والاقتصادية على الأسر، إلى جانب دعم استقرار وكالة الغوث (الأونروا)، مقدرين الدعم الكبير المقدم من الديوان الملكي ودائرة شؤون اللاجئين الفلسطينية، رغم كل التحديات القائمة.
وحتى يكون "الختام مسكاً"، كما يقال، شارك كل من قتيبة ولؤي أحمرو من شبكة شباب النهضة في منظمة (أرض) بوصلة تراثية من الأغنيات الوطنية الفلسطينية وبلاد الشام مثل: "يما مويل الهوا، إني أخترتك يا وطني، الله يديمك فلسطين، من بين العرب يا طير الطاير.. ألخ"، تزامناً أيضاً مع إهداء العين خالد رمضان، كتاب "فلسطين، ذكريات 1948" للمؤلفين: كريس كونتي، والتاير الكانترا.