د. راضــي العتــوم/ مدير عام معهد الادارة اعامة سابقا/
والمشرف الفني على مركز الدراسات والمعلومات بغرفة الرياض حاليا
تحدثنا بالمقالات الثلاثة السابقة عن مجموعة من التجارب العالمية المثلى، تمّ فيها تناول تجربة دولة متقدمة وهي بريطانيا، وتجربة دولة تعدّت مرحلة التحوّل التنموي Emerging Economy وهي الصين، ثم جرى تناول تجربة دولتين افريقيتين ناميتين استشرى بهما الفساد، والتخلّف التنموي، وهما دولتي نيجيريــا، ولاتفيــا. والحقيقة أن تجربة نيجيريــا حريّــة بالانتباه والتركيز لقربها، سابقا وقبل التطوير، كثيرا من واقع الادارة الأردنية، أما الآن فتعدّ دولة غاية في الاحترام لاداراتها العامة، ونموذجا افريقيا وعالميا في التحوّل التنموي الاقتصادي، والاداري.
يتحدث الكثيرون عن التجارب المثلى أو الناجحة، وقد صور الباحثون ومؤسسات التنمية الدولية أشكال ومواصفات التجارب المثلى، فلا شكّ بأن الملامح الحيوية لها هي التجارب تلك التي تقود الى الاستخدام الأمثل للموارد البشرية، والمالية، والمادية العامة في التنمية للدولة، وبالتالي فهي التي تنعكس نتائجها على زيادة كفاءتها وفعاليتها تنمويا من كافة النواحي الاقتصادية، والمالية، والفنيّة التكنولوجية، والادارة العامة للدولة كأساس ومنطلق لحماية، وتعزيز، وترسيخ النجاحات المتحققة على المستوى العام للدولة ككل.
وكما أشارت الأمم المتحدة، أن المغزى النهائي للتجارب المثلى حتى تعدّ مُثلى هو عند ربط تلك التجارب بالمؤشرات التنموية الهامة والتي من خلالها يقاس النجاح الوطني للدولة (James Katorobo, 1998 ) وعرّج عالم الادارة فريدرك تايلور Taylor على مقولة " يجب أن تكون هناك طريقة واحدة أفضل One best way لعمل أي نشـــاط" ، والتي ركزت بعدها الدراسات على أهمية ادخال العوامل المتحرّكة، والعوامل النفسيّـة في انتاجية العامل.
وجاء الباحثان أبسورن، وجيبلر Osborne and Gaebler عام 1992 اللذان درســـا قصص نجاح الادارة في القطاع العام واشتقا عشرة مبادئ للادارة الفعّالة، وهذه المبادئ هي (Osborne, and Gaebler, 1992) :
بعد دراسات مستفيضة، والاطلاع على العديد من التجارب في اصلاح وتطوير الخدمة المدنية، خلص معهد الادارة البريطاني الى أن عوامل نجاح الاصلاح تعتمد أساسا على ثلاثة أمور هي:
الوعــي
الفهـــ ـم
والعمـق