أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

عبيدات يكتب: الأردنيون والعيش معًا بسلام


د. ذوقان عبيدات

عبيدات يكتب: الأردنيون والعيش معًا بسلام

مدار الساعة ـ
في السادس عشر من آيار، اليوم العالمي للعيش بسلام! أغلب الظن سيمر هذا اليوم دون أن تنتبه له الجهات المعنية: وزارات التربية والثقافة والشباب والتعليم العالي والمناهج، والأحزاب المتكاثرة والجامعات، وربما لن تعرف هذه المؤسسات أنها هي المعنية بمحتوى هذا اليوم وبأهدافه، وبإجراءات تحقيقها، وأشك أيضًا وبعض الشك ليس إثمًا أن مؤسسات الوطن ومن نصبوهم قادة علينا لن تفكر في حاجة الأردن والأردنيين إلى العيش بسلام، فما دامت الأمور هادئة، وليس هناك "حاليّا" عنف في ملاعبنا ومدارسنا وجامعاتنا، فلن يفكر أحدٌ بعمل تأسيس لبناء ما.
أنا شخصيًا لا آمل شيئًا من وزارة الشباب ولا من غيرها، فالتربويون مشغولون بالامتحانات أو إعادة إنتاج كتب على الطراز القديم مع تحسنات في الشكل. والجامعات تفخر بمرور شهر كامل دون عنف!
إذًا! الكل منشغل بهمومه، وأنا سأنشغل بالحديث عن حاجة الأردنيين للعيش معًا!
العيش معًا يعني التمسك بالهوية "الجامعة" لكل الأردنيين، واحترام تنوعاتهم بكل أشكالها وخاصة الفكرية والثقافية، وتقبل ما يصدر عن هذه التنوعات من سلوكات، قد تعجب وقد تغضب!
ففي الأردن من لا يرى في الحرية غير المثلية، وفي المرأة غير الطرف الملغى، وفي الفن انحلال، بل وفي الوطن مشروع كسب. هناك من يثير أسئلة حول حقه في تهنئة أو تعزية جار مختلف، وهناك من يرى في أي كلمة عابرة أو غير عابرة في رواية أو فيلم جريمة تستحق غزوة ونضالًًا. ولو تحدثت بصراحة أكثر لقلت هناك"خلافات" مناطقية، وإدارية، ووظيفية، وعشائرية بل و"حاراتية "، وبدأنا نشعر بخطابات حزبية إقصائية .
وهذا يعني مدى حاجتنا إلى العيش معًا بسلام، وأن نحقق غايات هذا اليوم الأممي .
لا أعتقد أن هناك حاجةً لتحديد معنى العيش معًا، لكني سأبرز مفهومًا واحدًا فقط!
الدولة و مديروها يريدون العيش الغنمي "ماااااع" وليس معًا.
العيش معًا في حرية التعبير، وانعدام المخاوف من…، وعلى…، وفي غياب القناصين، وراسمي الخطوط الحمر على كل سلوك: الطعام والشراب واللباس والمشي، والفن وغيره!
كتبت قبل خمسة أيام دفاعًا عن الحرية الشخصية، ومكانة المرأة فجاءني سباب وطني وعشائري وشخصي، قلت حينها: ما أحوجنا إلى تعلم العيش معًا بسلام، وما أحوجنا إلى تعلم الحوار والاحترام والقبول بالمختلف، لكن ما يؤسف له مَنْ مِنَ التربويين يهتم!
سيمر هذا اليوم كسائر الفرص بالإهمال، ولا أتوقع برنامجًا من حزب أو جامعة أو مؤسسة تربوية لبناء ثقافة العيش معًا، وأرجو أن يخيِّب ظني أحدهم ولو ببيان!
لا أطمع في خطة أو برنامج أو مشروع تنموي. أبعدونا فقط عن ثقافة الماااع، ولمن يجهل المصطلح هي ثقافة غنمية مسالمة: باللحم البلدي الأردني تطلب الخضوع والانسياق والتخلي عن الحرية والكرامة! ثقافة معًا هي ثقافة الكرامة والمواطنة والحرية!
نأمل في ثقافة العيش معًا ومحاربة العيش الماااع والسير وراء المسؤول.
مدار الساعة ـ