مدار الساعة -
يحيي العالم هذا اليوم الذكرى الـ 75 للنكبة المشؤومة يوم هُجر شعب كامل بالقوة من وطنه بفعل العصابات الصهيونية وجرائمها ومجازرها بحق البلدات والقرى والمدن الفلسطينية، في أبشع وأوسع عملية تطهير عرقي ونهب وسرقة علنية، ليتم بمؤامرة دولية كبرى إنشاء دولة الإحتلال على أنقاض شعب تحول الملايين من أبناءه إلى لاجئين ومهَجَّرين داخل وطنهم وخارجه في صورة من أشد صور القهر والإجحاف التي يواجهها شعب على وجه الأرض. نكبة ما زالت مستمرة في أطول احتلال إحلاليّ مستمر في العالم، لا يزال الشعب الفلسطيني يعيش آثارها وتداعياتها، ويتعرض بشكل يومي لعدوان يستهدف وجوده وأرضه وحقوقه ومقدساته بهدم المنازل وعمليات التهجير القسري وحصار وعزل المدن والقرى، والقتل اليومي المتعمد، وإقامة المستوطنات، ومحاولات طمس الهوية العربية الفلسطينية، والتعدي على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية.
ورغم حرمانه من حقه المكفول بالقرارات والمواثيق الدولية في العودة إلى وطنه وفي تقرير مصيره وقيام دولته المستقلة، لا يزال الشعب الفلسطيني صامدا، يقاوم بعزم وإصرارٍ، ويقدم مزيداً من قوافل الشهداء والجرحى والأسرى، في ظل حالة نفاق وازدواجية معايير مقيتة وتسابق من جانب دول مؤثرة لتغييب العدالة، ما شجع آلة القتل على التمادي في استباحة الدم الفلسطيني على مرآى ومسمع العالم.
إن الحزب المدني الديمقراطي الأردني "تحت التأسيس" إذ يستذكر النكبة بكل ما نتج عنها من تشريد وتهجير وسرقة الأرض وتدنيس المقدسات، ليحيي أهلنا في فلسطين وما يقدموه من تضحيات وصمود بطولي، ويترحم على أرواح الشهداء، وليؤكد على الثوابت الوطنية، وعلى رأسها وحدة الشعب الفلسطيني في فلسطين والشتات، وحقه في كامل أرضه المحتلة فلسطين التاريخية، والعودة إليها، وتعويضه عن معاناته وإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس، وحقه في مقاومة المشروع الصهيوني والتحرير بمختلف الوسائل النضالية.
ففلسطين في قلوبنا ووجداننا، وسنظل نعمل بلا كلل أو ملل حتى يتحقق الحل العادل، فنحن نؤمن بأن الوحدة والصمود، ستصل بنا إلى ذلك اليوم الذي نحلم به، حيث تعود فلسطين حرة عربية من البحر إلى النهر، فلنجدد اليوم التزامنا بعدالة القضية، ولنؤكد على التفاؤل والأمل في مستقبل أفضل وبأن الحرية قادمة، والعدالة ستنتصر، والنّصر قادم لا محالة.
وبهذه المناسبة نؤكد على أهمية تفعيل الدور الأردني الفلسطيني المشترك رسميا وشعبيا، والعمل السياسي والقانوني والإنساني والمدني في إدارة الصراع في المحافل الدولية والإقليمية، ومأسسة الجهود الشعبية ومبادراتها، ومواجهة تصاعد السياسات المتطرفة والعنصرية لحكومات الإحتلال واليمين الفاشي الذي يسوق خيارات سياسية تستهدف الأردن أرضا وكيانا وهوية وقيادة سياسية، وتعتدي على الوصاية الهاشمية على المقدسات في مدينة القدس.
نحن مدعوون اليوم في الأردن لتعزيز صمودنا وتأكيد رفضنا لتمرير أي مشاريع سياسية أو اقتصادية تهدد وجودنا ومصالحنا وتنتهك سيادتنا الوطنية وتسعى إلى تفتيت جبهتنا الداخلية، ونحن بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى رص الصفوف وتدعيم جبهتنا الداخلية، وتحقيق التكامل في الأدوار بين الموقفين الرسمي والشعبي، واستجماع عناصر قوتنا ومنعتنا الوطنية.