في ظل التحديات الكبرى والأزمات المتلاحقة التي يعيشها الشعب الأردني بجميع أطيافه السياسية والاقتصادية والاجتماعية وفي ظل العزوف عن خوض تجربة الاصلاح السياسي التي لا نمتلك أي بديل عنها سوى أن ننتظر معجزة من السماء ، تحارب فقرنا وبطالتنا وفسادنا ثم تعالجه وتقدم لنا وطنا ناصعا على طبق من ذهب ، وهذا يستحيل طبعا في ظل أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .
وهذه التجربة السياسية الحديثة المتجددة ليست إلا محاولة جادة وصادقة للخروج من عنق الزجاجة ، وليس عيباً أن يشوبها بعض الأخطاء التكتيكية والادارية وهذا حدث طبيعي جدا ولا ضير أيضا بأن تكون بطيئةً كونها تجربة حديثة لسنا بالخبراء فيها ولسنا ضليعو التكتيك فيها وخصوصا الفئات التي لم تشهد أي عمل حزبي سابق ، ودعونا نعترف أيضا بأن محددات هذه التجربة ليست بالبسيطة ابتداء من المزاودين والمتشائمين وأصحاب المصالح الشخصية التي تتعارض مصالحهم والأحزاب الناجحة انتهاءً بالمحددات الخارجية والتي لا تريد للأردن إلا أن يظل ضمن الدول التي تتذيل قائمة الدول ، ورحم الله امرئ عرف قدر نفسه فنحن أمام تحدي كبير ومحددات يجب أن نتغلب عليها بوحدتنا وإيجابيتنا أمام كل تحدي وأن نتعامل مع أي خطأ على أنه حدث طبيعي كوننا نخوض تجربة جديدة علينا كما ذكرت سابقا .
ونحن في حزب الميثاق الوطني لا زلنا نعترف ( وليس عيبا ) أن هذه التجربة حديثة نتعامل معها ومع منغصاتها الطبيعية بحكمة وعقلانية ونقاوم محدداتها بانضباط ورشد ، يرشدنا فيه اصحاب الخبرات واصحاب الرؤية الواضحة ، ويأخذ بهذه النصائح من لا يمتلك مثل هذه المقومات بشرط أن يكون صادقا في نيته غيورا على وطنه ، وهنا تكتمل رؤية الحزب وتتضح شموليته وتوازنه الداخلي - وهو المهم - قبل أن يخرج الحزب ويخاطب الشعب الأردني بهذه الطروحات التي لا يأطرها الا الحكمة والمصداقية .
وسيكتب التاريخ بعد عدة سنوات إن نجحت هذه التجربة أننا لم نكن سوى معاول بناء قامت على عاتقها أساسات الدولة الاردنية الناجحة بكل أركانها والمتطورة في جميع المجالات والتي بنت نفسها بنفسها دون أن تركن لمتشائم أو تستسلم لعدو ، وأن مبادئ الدولة الثابتة والعصية على أي حاسد ستبقى عناوين نسطرها ونزخرفها على صفحات تاريخنا الجديد .
حفظ الله الاردن وحفظ قيادته الحكيمة وحفظ شعبه الحر الذي لا زال يحاول وسينجح بإذن الله