اذا ما اردت ان تتحقق من قوة اي اقتصاد في العالم وأن تطمئن على واقع اقتصادك الوطني، فما عليك سوى الذهاب وعلى الفور للتمعن بنتائج السوق المالي لدينا وبما تحققه الشركات المدرجة فيه من ارباح ونسب نمو بالرغم من كل الظروف الاقتصادية العالمية ومقارنتها مع نتائج الاسواق من حولنا، لتطمئنوا وتتفاءلوا باقتصادكم وتكذبوا المشككين فيه.
سوق عمان المالي شهد خلال العام الماضي وخلال الربع الاول من العام الحالي نموا بالارباح و الاستثمار مقارنة مع اسواق المال في المنطقة والعالم بالرغم من التحديات الاقتصادية التي خلفتها جائحة كورونا على مختلف القطاعات الاقتصادية، غير انه سرعان ما استجاب لحالة التعافي التي عاشتها مختلف القطاعات لتؤكد وعبر شاشاتها وارباح الشركات المعلنة والمدرجة فيها عن عودة اقتصادنا الوطني الى اقوى من ذي قبل، ويبعث برسالة زبدتها ان تلك الارباح ما كانت لتتحق لولا مرونة اقتصادنا وقدرته على تجاوز مختلف التحديات التي واجهها وتواجهه ?فعل المتغيرات العالمية.
الشركات المدرجة في بورصة عمان وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي مرت على العالم فقد أعلنت عن مؤشرات إيجابية خلال العام الماضي 2022، جاعلة من بورصة عمان من أفضل ثلاث بورصات عربية رئيسية من حيث أداء المؤشر العام، حيث سجل الرقم القياسي العام لأسعار الأسهم المرجح بالأسهم الحرة ASE100 للبورصة ارتفاعاً وصل إلى 2501.6 نقطة في نهاية العام 2022 مقارنة مع 2118.6 نقطة نهاية العام 2021، أي بارتفاع نسبته 18.1 %، مسجلا أعلى مستوياته منذ العام 2009، وهذه الارقام ونسب النمو تأتي في ظروف استثنائية عاشها العالم وما زال يعيشها?منذ دخول الجائحة كورونا وصولا الى الحرب الروسية–الاوكرانية والتي اثرت على مختلف الاسواق وتسببت في انهيار اسواق مالية عديدة.
ولعل اداء بورصة عمان وارباح الشركات المدرجة للربع الاول تعتبر عنوانا بارزا ومهما على أن اقتصادنا يمضي باتجاه تحقيق مزيد من المكاسب وبأنه قادر على تحويل التحديات الى فرص يلتقطها وتجني مختلف القطاعات والشركات ثمارها، وهذا ما بدا واضحا من ارتفاع اعداد الشركات الرابحة بسوق عمان المالي خلال اول ثلاث اشهر من العام الحالي مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي، حيث ارتفع عدد الشركات الرابحة 107 شركات خلال الربع الاول من العام الحالي مقارنة مع 100 شركة لنفس الفترة من العام الماضي، والاهم من هذا كله ان اعداد الشركات ?لخاسرة انخفضت الى 53 شركة مقارنة مع 60 شركة خاسرة خلال نفس الفترة من العام الماضي.
تقييم اي اقتصاد بالعالم والثقة فيه و معرفة مدى قوته من ضعفه و قدرته على مواجهة التحديات والنجاح في تجاوزها أو الاستسلام لها يعتمد اولا واخيرا على لغة الارقام وما تحققه قطاعاته الاقتصادية والتشغيلية من نسب نمو وارتفاع بالارباح وتحسن المؤشرات الاقتصادية فيه تصاعديا، وهنا فسوق عمان المالي خير شاهد على ان اقتصادنا قوي ومتين واهلا للثقة بعدما ان تجاوز اصعب الظروف وبنتائج عجزت عن تحقيقها دول كبرى، فلتثقوا باقتصادكم ولتدحروا كل الروايات التي تشكك فيه وتسعى لأحباطه من قبل من يسعون الشعبويات الزائفه.