تحتضن الجامعات الأردنية الرسمية عبر الهياكل التنظيمية في عمادات شؤون الطلبة دائرةالهيئات الطلابية والتي يقع في صلب عملهاإدارة ملف الأنشطة الطلابية المنهجية واللامنهجية ، وتوجيهها نحو الإطار المنشود والمأمول لانعكاس آثرها على طلبتنا الأعزاء.
إن ادارة ملف الأنشطة الطلابية لا يعتبر الدور الوحيد المنوط بعمل هذه الدائرة وفريقها ، ولا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي في ظل الطوفان الفكري والطاقة التي يملكها شبابنا من طلبة في الجامعات ، دون أن يكون لها دورا في الصقل والتهذيب لما يطلق من افكار وبرامج وانشطة .
دائرة الهيئات الطلابية معنية بالنزول لميدان الطلبة ، فدورها التنظيمي أصبح من الماضي ، فلابد من وضع الدراسات والخطط المدروسة في بداية كل عام جامعي ووفق برنامج زمني ، يراعي اوقات الفراغ لدى طلبتنا الأعزاء .
فهذه الدائرة لابد أن تمتلك أرشيفا هائلا في رفوفها ، تضم الدراسات والتحليلات حول ما يرتبط بالجانب الطلابي من عمل ، فالأصل هي الأقرب لعقل ووجدان وفكر الطالب الجامعي دون غيرها ، فهي من تستطيع عمل تلك الدراسات والتحليلات مع المختصين في الجامعة من اساتذة جامعيين ، ووفقا للبرامج المدروسة التي توضع في بداية كل عام جامعي ، ولابد من اخضاعها للتحليل في نهايته لنستطيع من خلالها فهم توجهات وميول الطلبةالتي سترشد الجامعة لمراعاة ذلك في الاعوام الجامعية اللاحقة .
إن الملاحظ أن العنف الجامعي الذي عاد مؤخرا ، من أسبابه عدم ممارسة فضلى في توجيه البرامج والانشطة في إطارها الصحيح ، وعدم إشغال لأوقات فراغ ابناءنا الطلبةبالطرق العلمية الصحيحة ، ولا يمكن أن نقول أن دائرة الهيئات تستطيع ممارسة هذه الأدوار دون انفتاح وتلاقي مع باقي المنظومة في اي جامعة .
فالانفتاح والتلاقي مرتبط بالخروج من الدور التقليدي الذي تمارسه هذه الدوائر هذه الأيام من تجهيز للانتخابات الطلابية او تنظيم حفلات التخرج وموافقة على اقامة ندوة او نشاط او غيره ، فاليوم نحن أمام فرص للانطلاق نحو آفاق تحديثية تطويرية تتناغم مع الاصلاحات السياسية وتحديثاتها، فالطالب الجامعي اليوم لديه الوعي والادراك لما يدور في أروقة الجامعات .
ان التلاقي والانفتاح يجب أن يبدأ من خلال التوجه نحو الكليات والبدء بنقاش متين رصين مع منظوماتها،وعلينا أن نأخذ وقتنا في ذلك ، وأن لا نتسرع في الأحكام ، فالمقترحات والحلول والبرامج لا يمكن وضعها دون مشاركة منهم ، وعلى هذه الدائرة أن تحكمبالاعتماد على رأي واقصاء الرأي الآخر ، فمراعاةاهتمامات الطلبة في كل كلية على حدا ، امر مهم وحري بكل جامعة تدارك ذلك ، وإن كانالاختلاف وارد بكل تأكيد .
إن استطاعت دائرة الهيئات الطلابية الوصول الى التشاركية والتلاقيوالانفتاح مع المنظومة برمتها ، واستطاعت الموائمة والموازنة بالبرامج والانشطة بنوعيها مع ميولات وتوجهات ابناءنا الطلبة ، مع وجود دراسات علمية وتحليلات لواقع عملنا ، نستطيع القول أننا نمارس أدوارنا الحقيقية بالطريقة الفضلى .