أنا أطمح بحزب يحمل اسم (حبك سفاح), وتكون نانسي رئيس المكتب السياسي.. فورا سأعلن انخراطي في خلاياه السرية, لأني بصراحة كنت أعتقد أني من الرعيل الأول الذي يحب عبدالوهاب وأسمهان ويطرب على قارئة الفنجان, لكني اكتشفت أن نانسي تعادل أم كلثوم (اللي مش عاجبوا.. ايطق راسو بالحيط).. هل تمايلت أم كلثوم مثل نانسي؟..هل ارتدت بنطالا (جلد النمر) مثل نانسي في أغنية (حبك سفاح)؟..هل لديها ابتسامة تشبه ابتسامة نانسي.. هل غنت مثلا أغنية (بتشلع القلب) مثل أغنية: (فكرت جبلك ورد بالأول تزكرت إنو الورد رح يذبل...فكرت إهديك ذهب مش?ول, خفت الدهب من لمعتك يخجل).

بصراحة هذا لايعتبر انحرافا أبدا, إنه الإنحياز للجمال والرقة... انحياز خطير لنانسي ولعيون نانسي ولزمن نانسي, على الأقل أنت حين تسمع الأغنية تشعر أنها تقصدك.. تقصد عبدالهادي راجي, وتتذكر أيامك التي خلت.. زمن الجامعة الأردنية, لقد كنت سفاحا في العشق ولكن من طرف واحد لم أفلح في تجربة غرامية أبدا.. مع ذلك, تبقى نانسي هي الوحيدة الأهم من كل الصيدليات في المملكة.. فحين تسمعها في الصباح, يتدفق الأدرينالين في دمك.. (هاتولي دواء يشفيك مثل صوت نانسي !)

حبك سفاح, مجرم وماسك لي سلاح... وليكن بمعلوم الأمن العام, إدارة السير- بالتحديد- أني أضع الأغنية في الصباح, وأقوم برفع الصوت إلى اخر مدى.. حتى أني قمت بتركيب سماعة إضافية في سيارتي من أجل إزعاج من يقفون معي على الإشارة.. تابعوني عبر كاميراتكم حتى تتأكدوا.

اليوم هذا الصباح, تبادلت الصراخ مع شاب يقود مرسيدس قال لي: (لزيت علي).. صدقوني أني أجبته بكل وقار وجبروت: (ليش كاين نانسي عجرم حتى ألز عليك).. حين نزلت من سيارتي كان الأدرينالين يتدفق في عروقي, تخيلت أن نانسي في السيارة معي, ويجب أن أكون بطلا أمامها.. فهي تدرك أني سفاح في الحب, والحمد لله أن الشاب انسحب من الحوار وغادر دون أن يكمل.. وأنا غادرت وكلي امتنان لنانسي, فهي أجبرتني على التحدي.

حبك سفاح.. بصراحة حزب (حبك سفاح), سيضم كل العشاق, كل الذين يؤمنون أن نانسي عجرم أهم من أم كلثوم, كل الذين يثقون بالمستقبل, كل الذين يحبون (بنطلونات جلد النمر) كل الذين ذابوا أمام إغفاءة العين اللبنانية, كل الذين ذبلوا أمام قصائد سعيد عقل.. أصلا نانسي هي أجمل قصيدة كتبها سعيد, بحبر من دم العشاق في لبنان..