تكشف ضبطياتُ المخدرات خلال شهر نيسان الفائت، عن جهدٍ وطني هائل بذله صناديد ونشامى مكافحة المخدرات والجمارك والأمن العام والمخابرات العامة والاستخبارات العسكرية والمدعون العامون وإدارة مراكز الإصلاح والقوات المسلحة الأردنية وحرس الحدود والأطباء وغيرهم من الصناديد، ممن ساهموا في ضبط 842 شخصاً في487 قضية اتجار وترويج مواد مخدرة.
تكشف تلك الضبطيات الكبيرة عن رسوخ المؤسسات الأردنية وعمقها وقدراتها الضخمة وتنسيقها وتعاونها الهارموني المذهل.
وتكشف الضبطيات عن تضحيات من يتصدون لمكافحة هذا الوباء، وركوبهم المخاطر، وعكوفهم على التتبع والرصد، والقدرة على الإيقاع بالأشخاص الذين يتولون تجارة وترويج المخدرات وكشف المتعاطين، لانقاذهم وحمايتهم، وليس لمعاقبتهم والإضرار بهم.
هذه مملكة تتوفر على مؤسسات صلبة راسخة عميقة في مختلف الحقول. وضبطيات المخدرات خلال شهر نيسان فقط، «تفت» الملح والفلفل في عيون السوداويين والعدميين والمترصدين والفرحين بالسلبيات، الذين يولولون ويشقّون الثوب، ويزعمون أن البلد واقعة وأنها خربانة، الذين يطلبون غطاء صفية وعون رقيّة !!
أن هذه القوة والقدرة الوطنية، في مكافحة المخدرات فقط، لهي محصلة روح الانتماء الأردنية السامية التي تحفّز النشامى، وتدفعهم إلى حمل أرواحهم على أكفهم من أجل حماية أبنائنا ووطننا من وباء المخدرات، ومواجهة غيره من التحديات بلا حسابات ربح وخسارة.
ان النشامى حملة الشعار الساطع هم ابناؤنا واخواننا الذين دربتهم وأعدتهم بلادنا ليكونوا في الموعد.
انهم «نقى» عين الملك القائد، الذي يثق أنه يتحزّم برجالٍ محترفين جسورين، ترتفع وتائر التضحيات في قلوبهم، ويقفون بالمرصاد لمن يهدد المواطن والوطن.
سنظل مع أن ينال العسكر حملة الشعار الغالي، العاملون والمتقاعدون، المزيد والمزيد، مما يوفر لهم طمأنينة مادية أعلى، تكفل ان ينصرفوا، بكل ما في زنودهم من قوة، إلى الواجبات الوطنية البالغة الخطر التي ينتدبهم ملكهم وشعبهم لإنجازها.
بلادنا صلبة قوية منيعة، كما هو الحال والواقع، لا كما هي الأمنيات والرغبات، ونحتاج إلى المزيد من الصبر على خصاصنا وظروفنا الصعبة، وسوف يفرجها الله، لا شك.
قال تعالى : {فإنّ مع العُسر يسرا، إنّ مع العُسر يسرا}. ويصدق وعد الله دائما.