لقد ذكر الله في كتابه الكريم، العظيم، كتالوج الكون، القرآن الكريم الذي يصلح لكل زمان ومكان تفاصيل ما حدث ويحدث وسيحدث في الكون من بداية الخلق (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ، (الأنبياء: 30)).
وذكر احداث وأهوال يوم القيامة ويوم الحساب واخبار اهل الجنة وأهل النار (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ (هود: 7)). وذلك ليثبت للناس أجمعين أنه هو الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، ولا ولم ولن يستطيع أحد من مخلوقاته في هذا الكون ان يأتوا بسورة من َمثله ولو كانوا لبعضهم بعض ظهيرا (وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (البقرة: 23)).
وقد خلق الله سيدنا آدم بيديه تكريما له وخلق زوجه من نفسه وبث منهما رجالا كثيرا وَنِسَاءً (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (النساء: 1)). وبعد ذلك إمتحن الله آدم وزوجه بعد إكرامه لهما (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ، فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ، فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ (البقرة: 35 و 36، طه: 121)). فكان آدم وزوجه اول من عصيا الله، فقرر الله إهباطهما وذريتهما إلى الأرض وإبتلائهم ومراقبة جميع أعمالهم في الحياة الدنيا عن طريق أدق وارقى واعقد وسائل واجهزة المراقبة المرئية والسمعية والحسية والفكرية ... إلخ الليلية والنهارية البرية والبحرية والجوية والفضائية الربانية وتدوين أعمال كل واحد منهم وحفظها في كتاب مكنون لا يضل ربي ولا ينسى (فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ، قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى (الواقعة: 78، طه: 52)).
وهذه الأجهزة والكتاب وكتب مخلوقاته أجمعين (كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّين، وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ، كِتَابٌ مَّرْقُومٌ، كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ، كِتَابٌ مَّرْقُومٌ (المطففين: 7-9، و 18-20)) من صنع تكنولوجيا الله الربانية (ليست مثل كاميرات تصوير وأجهزة تسجيل البشر في وقتنا الحاضر، مثل كاميرات تسجيل مخالفات المركبات لقوانين السير او مراقبة المنازل أو بعض الأماكن المهمة على مدار الساعة ليتم عرضها وقت الحاجة) لتعرض عليهم كأدلة دامغة على أعمالهم بالأصوات والصور والحركات والهمزات واللمزات والخواطر والهواجس... إلخ (هَٰذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ، وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚوَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ((الجاثية: 29، الكهف: 49)). وقد كان الله في قمة الصراحة والصدق للناس أجمعين من بني آدم عندما قال لهم (هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (الحديد: 4)). فبعد هذا التوضيح نتساءل: ألم يأن للذين آمنوا بعلوم الذرة والصواريخ النووية الفرط صوتية بأن هناك مدير وَمدبر لهذا الكون من بني آدم أجمعين مثل فلاديمير بوتين وجو بايدن وشي جين بينغ وكيم جونغ اون ... إلخ من رؤساء وزعماء الدول النووية ان تخشع قلوبهم لذكر الله ... إلخ. وان يتقوا الله في أنفسهم وفي غيرهم وخصوصا من بأيديهم مقاليد أمور الناس أجمعين ويملكون الحقائب والأزرار النووية في هذا العالم؟! (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (الحديذ: 16)).