اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

لماذا يتهربون منها؟!


بلال حسن التل

لماذا يتهربون منها؟!

مدار الساعة (الرأي) ـ نشر في 2023/05/06 الساعة 22:29
في حالة من التحفز للانتصار على التحديات التي تواجه أعمالها، التي تهدف خدمة الأردن في زمن صارت فيه الأغلبية تتهرب من هذه الخدمة ، لذلك صاروا يتهربون من لقائها لأنها تذكرهم بما يحبون أن ينسوه عن الأردن.
في طليعة هذه التحديات التي تواجهها غياب ارادة العمل الجاد والحقيقي عند الكثير من المسؤولين في بلدنا، الذين يكثرون من الثرثرة ويقلون من العمل، ويجيدون التصريحات ولا يجيدون الإنجازات ، علما بأن وطننا لا يحتاج الى تصريحات بل إلى إنجازات، ولا يحتاج إلى امنيات وعواطف مجردة بل الى عمل، فالاوطان لا تبنى بالامنيات والعواطف مهما كانت دافئة، فكيف إذا كانت زائفة؟!.
ان مما يزيد من الأثر السلبي لهذا العجز، ان هؤلاء يشغلون مواقع لها أثر كبير ودور محوري في تحويل الافكار والبرامج والخطط التي تنجزها مراكز التفكير والتفكر إلى مشاريع ، وتنفيذها على أرض الواقع ليستفيد منها الناس.
وسط هذه التحديات تبدأ جماعة عمان لحوارات المستقبل هذه الأيام الإبحار في عامها التاسع، متربعة على ثمانية أعوام من العمل الحثيت والتفكير العميق الملتزم اللذين اثمرا الكثير من الإنجازات، التي أنتجتها عقول كوكبة من أبناء الوطن وسيداته، الخبراء في شتى المجالات، الموزعين على عدد من فريق العمل المتخصصة في الجماعة، كفريق التعليم وفريق الصحة وفريق القانون وفريق الشباب وفريق الأسرة.... وعبر ثماني سنوات من العمل الجاد والمتواصل الذي جابت من أجله الجماعة أنحاء الوطن وحاورت مختلف شرائحه انجزت فرق عملها مجموعة من البرامج وخطط العمل والمبادرات للمساهمة بحل مشاكل وطننا وتطويره والنهوض به، وقد نالت كلها اعجاب وثناء كل من اطلع عليها ،علما بانها جميعها مستلهمة من واقعنا ،لاشئ فيها مستورد اومترجم ،لأن الأوطان لاتبنى الابعقول وسواعد ابنائها.
التحدي الخطير الآخر الذي عانت منه الجماعة، وعلينا مواجهته كاردنيين هو غياب المؤسسية في بلدنا، مما يحرمه من تراكم الانجاز بل واكتماله، وقد عانينا في جماعة عمان لحوارات المستقبل الكثير من هذا الغياب للمؤسسية فكثيرا ما كنا نبدأ العمل مع وزير أو مدير عام لتنفيذ برنامج عمل خاص بالقطاع المعني به ذلك الوزير أو المدير العام، وبعد أن نقطع مراحل من التنفيذ يحدث التغيير فيأتي بديلا للوزير أو المدير ولا يكمل ما كان قد بدأه سلفه، علما بأن المفروض أننا نعمل مع مؤسسات لا مع أفراد ،ونجزم بأن هذا السلوك جعل الكثير من الجهود والأوقات والأموال في بلدنا تذهب أدراج الرياح.
كثيرة هي التحديات التي واجهت جماعة عمان لحوارات المستقبل خلال الثمانية أعوام التي مضت من عمرها، لكن ما يطمئن أن قاعدتها تتسع يوما بعد يوم ، وعدد المؤمنين بما تطرح يتكاثر، لذلك ولإيمانها ببلدها وبمستقبله ،ستواصل الإبحار في عالم الانجاز أن شاء الله، وكل عام وانتم بخير.
مدار الساعة (الرأي) ـ نشر في 2023/05/06 الساعة 22:29