مدار الساعة - كتب: د. مفلح الجراح - جامعة اليرموك
اتقد فكري واحترق، وعصفت بي الكلمات وتوقف القلم، وانا احاول ان اكتب عن رجل عظيم ،
عظيم في كل شيء.... في علمه وادبه وخلقه وادارته وقيادته وتعامله مع الاخر ، انه الاستاذ موسى شحاده الانسان وصاحب القلب النابض في الحب والعمل والعطاء.
(وفي قادم الايام ساكتب عنه كرجل الاقتصاد الاسلامي الاول في الاردن ).
مضت 43 سنه وانتهت كلمح البصر وهو يقود وينهض بأعتى بنك اسلامي في العالم، بحيث ارتبط باسمه، ولم نكن نتخيل قط ان تاتي لحظه على البنك الاسلامي الاردني بدون ان يكون على رأس هرمه موسى شحاده الفارس الذي لا يتوقف، والذي أثر ان يفرغ بعض ما في جعبته الثقيلة جدا من عمل فأرتى ان يغادر احد مواقعه كرئيس مجلس ادارة للبنك الاسلامي الاردني ومدير عام من قبل ذلك، بعد ان اطمأن على ان قادم الايام سيبقى فيها البنك في طليعة العمل المصرفي الاسلامي، فهو الذي صنع فيه القاده الذين حملوا الامانة بكل عزيمة واقتدار
واصرار، فسلم الرايه لتلميذه وعزيزه وموضع ثقته الدكتور النابغه حسين سعيد يساعده ويعمل معه فريق مجتهد وطموح من مساعدين موهوبين ومخلصين زرع فيهم معلمهم الاول موسى شحاده حب العمل والتفاني من اجل ان يبقى البنك في القمه امتدادا الى جميع موظفي البنك دون استثناء.
ولانه الفارس الذي لا يتوفق بقيت على كاهله مسؤوليات كثيره في مجالات عده كرئيس وعضو في اكثر من شركة ومنتدى ومركز، فمن هو بقامة موسى شحاده لا يستصاغ ان يكون جالسا في بيته ابدا.
نهض بالبنك الى ريادة العمل المصرفي الاسلامي بشكل غير مسبوق فقبل ان يحوز على معظم الجوائز والاوسمه المقدره والمعترفه بجهده وعمله في مجال المصرفية الاسلاميه فقد حاز على قلوب الناس وافئدتهم ونال محبتهم وثقتهم فكان ذلك رصيده الذهبي الذي لن يُنسى، وستبقى قلوب محبيه تنبض بإسمه العتيد كقائد عظيم في القطاع الاقتصادي والمصرفي قد يوازى ولكن لا يُسبق ابدا .
كنا نشعر ونحن نعمل تحت ادارته بأننا امام جبل شامخ يعانق الشمس مجدا وهيبةّ ووقارا .
كنا امام عبقريه لا تنتهي من العلم والاداره والمهنيه غرست فينا ونحن في عز شبابنا قيم العطاء والعمل وخدمة الوطن بكل ما نملك .
كنا امام الرجل الانسان الذي عز نظيره في هذا الزمان.
43 عاما مضت وهو الاب الحاني لنا والاعز، لم نشاهد له نظير في واقعنا المعاصر، فانعكست ابوته ورعويته لنا على عطائنا فتماهت مصالح البنك مع منسوبيه، فتحقق الانجاز والتطور والابداع الذي اسس هو نفسه عماده ومقوماته على مر تلك السنين الطوال.
موسى شحادة جابر عثرات الكرام ، الذي فرج كرب الكثير من ابناء الوطن ومنهم كاتب هذا المقال، وصنع الفرحة في بيوتهم، فلم يتوانى قط عن تقديم يد العون والمساعده لكل من قصده، كما دعم الكثير من المؤسسات الوطنيه والجامعات الاردنيه والجمعيات الخيريه بتقديم التمويل والدعم والهبات لها ، وكذلك دعم الطالب الفقير، والبحث العلمي، ومراكز تحفيظ القران، والاسر الفقيره وغيرها الكثير الكثير .
كما ساهم في تعزيز عمليات البنك الاسلامي الاردني وسجلت معدلات نشاطاته وعملياته نتائج غير مسبوقه، ونقله الى مصاف البنوك الاولى على مستوى العالم.
سيبقى نَفَسْ موسى شحاده حاضرا في البنك الإسلامي الأردني وفي رتم حياتنا اليوميه وسنبقى جميعا تلامذته الاوفياء لمسيرته العطره وفكره النير ، فلا زال وقع كلماته يجول في افئدتنا وهو يحثنا على العمل والانتظام والتميز والابداع ، كان دائما حليما في قراره الصائب وخصوصا عندما يتعلق بمصير احد ، كان حازما عندما يستدعي الامر ذلك ، وكان مرشدا وحكيما نستند اليه كلما عصفت بنا الحياه وكدنا ان نميل.
كنا نتفيأ في مظلتة التي تقينا لهيب الحياة وبردها،
وكان هو لنا نبراس علم ومعرفه لا يخبوا اواره وسيبقى متوهجا مادام في عروقنا دماء تجري وقلب يخفق .