مدار الساعة - كتب: محمد خير القور
أما آن الأوان أن تقوم الدولة الأردنية بتفعيل مظلة الذراع الالكتروني (cyper troops) للحد من المعلومات المضللة والهجمات الممنهجة على مؤسسات الدولة و شخوصها ممن يتولون المواقع القيادية و الحساسة.
تلك الهجمات الممنهجة باتت تشكل خطر ملموس و مؤثر بغالبيه سلبية على سلامة المجتمع الأردني لافتاً بهذا الصدد إلى الغاية و الهدف الأساس الذي يسعى إليه أولئك المغرضين من تسخير وسائل التواصل الاجتماعي على اختلافها لتحقيق الأثر و التأثير على الرأي العام بعيداً كل البعد عن الموضوعية بالطرح أو الانتقاد البناء فكان الهدم و زرع الصور النمطية الساخرة هي الغاية و التوجه.
و أشير الى أنه خلال تتبع الأعوام الخمسة الأخيرة لاحظنا كم تجاوزت تلك الهجمات الممنهجة بغايتها المعززة بأهدافها و عنوانيها الرئيسة من فقدان الدولة لصورتها و هيبة مؤسساتها.
وتماشياً مع حديث جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم في تاريخ ٣٠ تشرين أول من عام ٢٠١٨ " إنني بدأت أرى مؤخراً على المنصات التواصل الاجتماعي محاولات لخلخلة ثبات هذه المرساة، ما دفعني لمخاطبتكم اليوم، و غالباً لدى دخولنا نقاشاً ثقافي أو سياسي أو اقتصادي أو قضية ما عبر منصات التواصل الإجتماعي، نصطدم أحيانا بكم هائل من العدوانية والتجريح والكراهية حتى تكاد تصبح تلك المنصات مكاناً للذم أو القدح والتحقير، وغالباً ما ترى تلك المنصات تعج بالتعليقات الجارحة والمعلومات المضللة التي تكاد أحيانا تخلو من الحياء أو لباقة الأخذ بالرأي و الرأي الآخر ناهيك عن أولئك الذي يقدمون رأيهم دون مسؤولية أخلاقية أو اجتماعية أو الالتزام بالتشريعات و القوانين التي وجدت لردع ومحاسبة كل مسيء.
إن عدم وجود جهة رديفة لمؤسسات الدولة بما يسمى ( ذراع إعلامي صلب ) أوجد حالة من عدم التوازن والمصداقية بين المواطن ومؤسسات الدولة مما سهل بيئة خصبة لاستقطاب الاشاعات مما جعل المواطن في حيرة من أمره ما بين الخطأ و الصواب.
وتبعاً لما ورد عن جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم لدى ترأسه مجلس الوزراء " يجب علينا اليوم التركيز على التواصل الحقيقي مع كافة شرائح المجتمع من خلال منظومة التواصل الرقمي والمكاشفة الصريحة لمنع تزييف الحقائق وإطلاع المواطن على كل جهد وعمل تقوم به تلك المؤسسة " سعياً لإعادة الثقه بين المواطن ومؤسسات الدولة ولخلق المشاركة الفعالة والفعلية من ناحية، ومن ناحية أخرى التركيز على الثوابت والمصالح العليا للدولة والحفاظ على صورة الدولة و مؤسساتها، للنهوض نحو تطور فكري أمن يحقق الازدهار والعمل التشاركي.
لا بد أن لا ننسى بأننا دخلنا المئوية الثانية للدولة بتحديث شامل "الحياة السياسية والاقتصادية والإدارية"، من هنا يجب علينا التصدي لكافة الهجمات و المخاطر السيبرانية التي من الممكن أن تتعرض لها مؤسسات الدولة الخاصة منها والحكومية وأفراد المجتمع الأردني للحد من التشكيك بمرحلة الاصلاح السياسي والاقتصادي والإداري، من حملات التظليل في المعلومات والبيانات مما يؤخر من التقدم نحو عملية الاصلاح .
حفظ الله الوطن قيادةً وشعباً.