تعطلت سيارته قرب مقبرة في احدى البلدات.. وبينما هو ينتظر احدا ليساعده.. دخل المقبرة ليلقي السلام على ساكنيها.. فلفت انتباهه اعمار الموتى المكتوبة على شواهد القبور.. بان احدا لم يعش اكثر من سنتين..
وبينما هو على هذه الحال.. توقفت سيارة وترجل منها رجلان.. فسألهما هل انتما من هذه البلدة؟!.. قالا نعم.. فسألهما.. هل هذه المقبرة مخصصة لصغار السن.. وهناك مقبرة للكبار؟!.. ردا عليه لا.. ولِمَ السؤال؟!.. قال لهما اتعجب من امر الموتى كلهم صغار.. فقال احدهما.. من حيث السن فهم كبار وصغار.. نحن نكتب على شاهد القبر كم يوما هنيئا وسعيدا عاشه الواحد منا..
هذه القصة الرمزية جعلتني اتوقف على بعض الامور التي اشاهدها واسمعها كل يوم..
فذاك يكتب في سيرته الذاتية خبرة عشرون عام في المجال الفلاني..
واسمحلي ان اسألك.. هل امضيت عشرين عاما وانت تتطور وتحدث آثارا ايجابية في مجالك.. ام انها خبرة يوم او اسبوع مكررة عشرون عام؟!..
وتلك المؤسسة تحتفل بيوبيلها الفضي او الذهبي.. فهل تقدمت وتطورت واحدثت فارقا ملموسا ومستمرا في طبيعة عملها.. ام انها بقيت على نفس الحال منذ التأسيس.. ام انها حتى تراجعت؟!..
وذلك المدير الذي استلم مئات الرسائل "بكم تزهو المناصب" لانه تم تجديد عقدة للسنة السابعة او العاشرة.. الم تجلس مع نفسك وتسألها هل فعلا زهى بك المنصب لما قدمته وطورته في الاداء والانتاجية وراحة ومكتسبات الموظفين وتسهيل الاعمال.. ام تستحقر نفسك لمكوثك طيلة هذه السنوات وانت لم تضع بصمتك الايجابية فقط.. بل وساهمت وتساهم كل يوم في خسارة الموظفين اصحاب الكفاءات والمهارات العالية الذين لا يقبلون البقاء في هكذا بيئة عمل؟!..
فما هو شعورك وان وجدت بالدلائل انك السبب في تراجع ذلك المكان؟!..
رسالة اقولها للجميع.. ليتنا نكون صريحين مع انفسنا قبل غيرنا حين نذكر سنوات خبراتنا.. وحين نحتفل بذكرى تأسيس شركاتنا او مؤسساتنا.. ونذكر فقط مدى تأثيرنا الايجابي.. وما قمنا بتطويره.. وما اكتسبناه من خبرات متنوعة غير مكررة..
الحديث طويل.. واتوقف هنا..