مدار الساعة - كتب: كاظم الكفيري*
في عيد العمال، في الأول من أيار من كل عام، أقدم أجمل التهاني لكل عامل في وطننا، وهم يواصلون الليل بالنهار من أجل توفير لقمة كريمة لأسرهم وأبنائهم، وأدعو الله في هذه الظروف الصعبة التي نمر بها أن يهوّن عليهم ويعينهم ويمنحهم القوة لمواصلة رسالتهم، وهذه المناسبة فرصة جديدة للتفكير في أوضاعهم صعوبة التي تزداد مع الأيام.
لقد تجاوز الشاب الأردني ثقافة العيب، وصار يبحث عن فرص عمل تقيه غائلة الحاجة والفقر، ويخفف من معدل إعالة أهله لهم، ومع هذا يتطلب هذا من المؤسسات الرسمية تشجيع الاتجاهات المهنية عند الشباب، والبحث عن أسواق عمل في الخارج لهم، وتسهيل الحصول على الخبرات العملية التي تساعدهم على الحصول على فرص العمل.
لقد كانت تجربة مواجهة كورونا صعبة وثقيلة على كل الدول، وخسر مئات الآلاف عملهم، على المسؤولين التفكير جدياً بمواجهة التداعيات الاقتصادية للجائحة، وتوفير اجراءات وقائية ازاء أية أزمات جديدة لاقدر الله، العمال هم الخاسر الأكبر منها.
في عيد العمال لا بد من مراجعة السياسات الرسمية فيما يتعلق بالعمل والعمال، وإزاء ما يواجهه العمال من تحديات في ظل المتغيرات الجديدة التي فرضتها موجة الغلاء على المواطنيين، وإنصاف هذه الفئة التي طالها افتئات وجور نتيجة ذلك، لابد من تحسين أحوالهم المعاشية، وربط دخلهم بالضمان الاجتماعي، ورفع الحد الأدنى من الأجور وشمولهم بمظلة التأمين الصحي المجاني والإسكان .
إن نقص الاهتمام بالقطاعات العمالية أضعف نسبة العمال في بعض القطاعات , وهو ما أدى إلى ازدياد عدد العمال الوافدين، ليساهم في تكدس المزيد من العاطلين عن العمل في صفوف الشباب نتيجة ذلك .
لكل العمال الذين يوفرون لقمتهم من حاصل قوة ابدانهم وتعبهم في المزارع والمعامل والمصانع وورش البناء كل التحية وأجزل عبارات الشكر ولعمال الوطن حيثما كانوا وأينما حلوا , كل الوفاء والتقديـــ ر.
*رئيس جمعية حماية الاسرة والطفولة