تعززت مكانة الأردن وارتفع حجم سمعتنا الدولية، العالية أساسا، وهي مكانة وسمعة تلمع وتبرق وتسطع دائماً وأبداً.
فكلما أصابت العالم مصيبة، كان الأردن حاضراً يمد يد العون القوية التي تتفرع وتتوزع على كل أشكال العون والمساعدة اللازمة.
في محنة شعب السودان العربي المحتدمة،
برزت خصال ومناقب الشخصية الإنسانية الأردنية التي حركها جلالة الملك لتقدم اكمل ما في وسعها لإجلاء بناتنا وابنائنا وكذلك لإجلاء رعايا الدول الشقيقة والصديقة دون تمييز على الإطلاق على اللون والدين والعِرق والجنس واللغة.
لقد نجحت المنظومة الأردنية الهائلة، التي ضمت عشرات المؤسسات المحترفة، بإشراف مباشر من جلالة الملك، في امتحان الإجلاء بجدارة استجلبت شكر وثناء قادة دول العالم وفي طليعتهم أنطونيو غوتيريس أمين عام الأمم المتحدة على ضمان النقل الآمن لكل من احتاجه من موظفي الأمم المتحدة وأبناء شعوب الأرض خارج السودان الحبيب.
ويجدر أن نسجل فرحنا بهذا التضامن الأممي القوي الشامل، الذي ضم الدول العربية والأجنبية في إيقاع إنساني رشيق سريع، اثمر عن انقاذ عشرات مئات الأرواح.
لقد قمنا بما تعودنا على القيام به من نخوة وشهامة وإنسانية، أكدت مجددا على أهمية موقع مملكتنا الجغرافي والسياسي. الذي تم اختباره مؤخرا في فاجعتي زلزال سورية وتركيا.
لن استفيض فأتوسع في دور بلادنا لاستقبال وحماية وإعالة اخواننا اللاجئين السوريين.
لقد تحقق النجاح الأردني بالتضحيات الجسام، صحيح اننا لم نخسر دبلوماسياً ولا طياراُ ولا طبيباً أردنياً، ولكننا حين أرسلنا 7 طائرات إخلاء، إلى دائرة النار السودانية، لم نكن نستبعد المخاطر الجسيمة على أبنائنا الطيارين والدبلوماسيين والمسعفين وحرس الطائرات.
وحين ركب ابناؤنا الطائرات السبع من مطار عمان، متوجهين إلى السودان لانقاذ إخوانهم، إنما ركبوا الأهوال والمنايا.
الأردن الشهم الذي يقوده الملك الهاشمي الشهم، سيظل يُوَقّى شحّ نفسه، وسيظل يؤثر على نفسه رغم أن به خَصاصة.
فتحيةً للأردن. تحية للملك. تحية للحكومة. تحية للجيش. تحية للمخابرات. تحية لصقور سلاح الجو، تحية للدبلوماسيين الأردنيين.
