أخبار الأردن اقتصاديات دوليات مغاربيات خليجيات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة مناسبات جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

مجدنا أم مجد الذي أرسلنا؟


القس سامر عازر

مجدنا أم مجد الذي أرسلنا؟

مدار الساعة (الدستور الأردنية) ـ
الفارق شاسع وكبير بين الاثنين، وعلى أساس أي منهما تتحدد حياتنا ويتحدد عطاؤنا. فأي مجد نحن نعمل لأجله؟ ولأي مجد نحن نسعى؟
إن طبيعتنا البشرية بطبعها أنانية وتسعى للحصول على أمجاد العالم، فتقتل فينا المروءة، وتقتل فينا الإنسانية، وتقتل فينا الضمير، لأنها لا تبحث إلا عن ذاتها ولا تبحث إلا تلبية لشهواتها ولا تبحث إلا لتفوقها وإستعلائها وإمتيازها عن كل خلق الله، مما يدفعنا لأن تكون نفوسنا رخيصة، فنبيعَ مبادءنا ونبيع قناعاتنا ونبيع حتى أوطاننا ونبيع حتى صداقاتنا وعشرتنا وخلاننا في سبيل تحقيق أمجادنا التي نسعى لتحقيقها، وننسى مبدأ السماء الخالد، أننا مخلوقين لا لمجد أنفسنا بل لمجد لله.
فمن يسعى لمجد ذاته لن يحقق الغاية من وجوده وقد ينجح لحين ولكن نفسه تبقى جوعى وعطشى وآبار حياته مشقة لا تنضب ماء، فنعيش غنىً عالمي في فقر روحي للحياة ولقيم الحياة ولجمال الحياة الحقيقية. فما قيمة الحياة إن فقدت لمستها البشرية وحسها الإنساني العظيم الذي يعطي لحياتنا قيمة ومعنى ويشبع عمرنا بالخير والبركات؟ فمبدأ الحياة هو حب العطاء لا حب الأخذ، هو حب البذل لا مرض الأنانية والإستحواذ، هو الإستعداد للموت في سبيل إسعاد الآخرين ونجاتهم وسعادتهم.
فمجدنا زائل، وجبروتنا زائل، وقوتنا إلى زوال، وثرواتنا زائلة، ومناصبنا زائلة، ولكن مجد الله هو الذي يبقى ويدوم، وما نعمله في سعينا لمجد الله هو الذي يبقى ويدوم ويعمُر، كما بقول الشاعر محمود درويش «رب سنبلة تموت تملأ الوادي سنابل»، وبقول المسيح « من يعيش لذاته يموت لذاته.. ومن يهلك نفسه من أجل الآخرين فهذا يخلّصها»
أمام كلِّ أمجاد العالم وقفَ السيد المسيح على جبل التجربة في أريحا، أقدم مدينة في تاريخ البشرية مقابل موقع معمودية السيد المسيح في بيت عنيا عبر الأردن في لواء الشونة الجنوبية، للسير قدما في سبيل إعلاء مجد الله وحده بصلابة وبإصرار أن كل أمجاد العالم لا تساوي التنازل عن المبادئ والقيم والقناعات الإيمانية الراسخة النابعة من عمق الذات الإلهية. فالحياة لا ولن تستقيم إلا بقرب خالقها وفاديها ومحييها، ولله وحده كل الملك والقوة والمجد، آمين.
مدار الساعة (الدستور الأردنية) ـ