اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

أصروا على البقاء..


عبدالهادي راجي المجالي
abdelhadi18@yahoo.com

أصروا على البقاء..

مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ نشر في 2023/04/26 الساعة 01:16
كما تقول أخبار وزارة الخارجية, فإن مجموعة من الأردنيين رفضوا العودة وقرروا البقاء في السودان..
أنا أصلا أريد الالتحاق بالأردنيين الذين قرروا البقاء في السودان, (شو مقعدني هون؟).. الحياة هناك أجمل.. فأنت تصحو على صوت قذيفة مرت بجانب جدار منزلك وارتطمت فيه ولم تنفجر, هنا على ماذا تصحو؟ على صوت بكم الغاز.. أم على صراخ الجيران الذين تعطل مصعد العمارة بابنتهم.. ويطلبون مساعدتك, فتنصحهم بطرد الحارس..
كما قلت الحياة هناك أجمل, هناك ستخرج إلى الشارع كي ترى من يسيطر عليه قوات الدعم السريع أم الجيش, هنا تخرج إلى الشارع.. فيمر باص النقل العام وعليه إعلانات ضخمة لبنك أنت اقترضت منه, في السودان البنوك كلها أغلقت، ولا يوجد من يلزمك بدفع الأقساط.. والمدارس هي الأخرى أغلقت, ولن يتحدث معك المدير المالي ويطلب منك دفع قسط البنك... المشكلة أنني الوحيد في الأردن الذي تتحدث معه المديرة المالية في المدرسة والكافتيريا من أجل السداد, واخر مرة تبين لي أن ابني استهلك من الكافتيريا أكثر من قسط المدرسة.. وأنا حقيقة لا أعرف ه? ذهب ليدرس أم ليأكل؟.. تبين لي فيما بعد أنه يقوم بدعوة مرتبات الصف التاسع يوميا.
أريد من وزارة الخارجية إرسالي للسودان, وأريد أن يستأجروا لي شقة في الوجه البحري.. وينادونني يا (زول).. هنالك لن تأتيك فاتورة كهرباء أصلا الكهرباء مقطوعة.. والماء قطع منذ فترة, هل يوجد عيون ماء في الوجه البحري بالخرطوم؟... هل يوجد صبايا ترد الماء من أجل تعبئة الجرار؟.. أريد أن أقابلهن على العين ونتحدث... وأسلم واحدة منهن قصيدة غزل كتبتها على ضوء الشمع.
أنا أصلا أحلم بالهجرة إلى هناك.. لايوجد مسقفات, ولا رسوم مجاري.. لايوجد نقوط أصلا لا أحد يتزوج في هذه الظروف, ولايوجد ما يدعوك لدفع مستحقات.. المخالفات التي عليك, في الخرطوم شرطة السير اختفت.. والكاميرات كلها تعطلت, والشوارع صارت مرتعا للمليشيات.
الأردنيون الذين أصروا على البقاء هناك, نشامى بمعنى الكلمة.. اختاروا الحرب الواقعية وأرادوا خوض غمارها, وهي على النفس أسهل من حرب أقساط المنزل وأقساط السيارة, ورسوم الجامعات.. وأجرة الحارس وفاتورة السوبرماركت..
للعلم أنا أصلا لا أحتاج لعبدالهادي راجي في السوادن.. أنا أحتاج أن أكون الزول عبدالهادي..وانخرط مع المليشيات, وأصبح فيما بعد مجرم حرب.. وتطلبني المحكمة الدولية في (لاهاي).. ويتم اعتقالي عبر عملية معقدة بين (السي اي ايه) و(الأم أي سكس) لحظتها سأعترف, سأقول في التحقيق: كنت أعمل لصالح خليل عطية.
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ نشر في 2023/04/26 الساعة 01:16