كنا في حفل افطار نظمه التلفزيون الأردني على سبيل التواصل وكان حديث جذبنا من دون تخطيط عن أهمية توثيق صور من التاريخ لهذا البلد في نشأته ودور رجالاته في تلك النشأة حتى بلوغه هذه المكانة وان كان لقيادته التي انطلقت من رحم ثورة عربية أرادت للعرب عزا واستقلالا وحرية لكن شأنها شأن كل الثورات النظيفة مضت على حواف المؤامرات، وان كان ما بقي من تراثها ومبادئها هو هذا البلد فقد رافقته ايضا ذات المؤمرات التي تقصد تغييب هويته ودور رجالاته وسلامة نوايا قياداته وفي الوسط قوة الاعلام الناعمة اذ تتسابق لخطف هذه الصورة وال?ديث كان يدور عن دور التلفزيون الاردني في حمل بعض هذا العبء من بوابة الدراما الجادة التي تستدعي التاريخ لنعي حاضرنا وتنهل منه اجيالنا القادمة ثقتها ووعيها ودورها وتراثها وهويتها.

التلفزيون الأردني وشقيقته الاذاعة كانا سلاحا اقوى من المدافع في معارك الكلمة والحقيقة ويسجل له بصماته الخالدة في نشر التراث الاردني العربي ولهما من قوة التأثير كما قوة رجالات قادوه فكرا ومبادرة وان كان اليوم يعيش ضنكا فانه بحاجة لان يستعيد موقعه في ميدان الانتاج ومعه صفوف من الاسماء اللامعة من المفكرين والباحثين والفنانين والمنتجين القادرين على استعادة القه ومكانته في سلاح تتسابق فيه منابر الإعلام وهو ما عرف بالقوة الناعمة من غير أن ننكر أن إعلاما تنافس وتسيد المشهد أخذ إليه الرأي العام بالدراما والأغنية و?و يحاول إعادة إنتاج التاريخ من دون لاعبيه الأصليين ومن دون رجالاته الفعليين ليس في بلدنا ومنه فحسب بل على امتداد الأمة العربية ذات رجالاتها من ارجائه.

الذين تنادوا إلى ثورتهم العربية في الحجاز وهي لم تكن ضد الخلافة ولا خلفائها بل ضد من اندسوا فيها واستعملوا معاول مؤامراتهم لإسقاطها ولوأد طموح الأمة في مجدهم العربي على اتساع جغرافيا الامة.

نحلم في جهد دولة تاريخي يحكي القصة الكاملة.