شهدت الفترة الماضية حراكاً مضنياً في العمل السياسي والحزبي في الأردن، وكانت مؤشراتها تقول بأن الضمانة الملكية في إرساء قواعد العمل الحزبي الجديد في الأردن كانت فعّالة، لا بل أنها ذهبت لما يشير إلى أننا سنشهد في الفترة المقبلة ازدهار حقيقي للعمل الحزبي الذي سيكون عنواناً للانتخابات البرلمانية القادمة والتي ستحمل في طياتها أول تجربة انتخابية مخصصة للأحزاب على مستوى القوائم العامة، حيث أن هذه القوائم ستكون البوابة الأولى والواسعة لدخول الأحزاب إلى البرلمان القادم.
إننا اليوم أمام مرحلة سياسية جديدة، هذه المرحلة التي ما زالت تتشكل بوعي الجميع وخصوصاً فئة الشباب، هؤلاء الشباب الذين سيكون لهم حصة مميزة لا محالة في المرحلة القادمة، لا سيما وأننا نشهد حراكاً شبابياً في الانخراط بالأحزاب والتفاعل الحقيقي معها، كما شهدنا تواجد لهؤلاء الشباب في المواقع المتقدمة في الأحزاب، وهنا أذكر الحزب الذي أتشرف بأنني أحد شبابه وهو حزب الميثاق الوطني، هذا الحزب الوسطي الذي بُني على أن يكون حزباً برامجياً إصلاحي انبثقت فلسفته وأفكاره من المجتمع الأردني، رسالته إرساء بيئة سياسية ذات تأثير قوي في تحديد الخيارات الوطنية.
كل هذا لا يمنع بأن تتحقق رؤية هذا الحزب الوطني بإنشاء غالبية حزبية قادرة على الوصول إلى البرلمان لتشكيل أو المشاركة في تشكيل حكومة وطنية أو حكومة ظل وفق نهج دستوري ديمقراطي، ومشاركة شعبية فاعلة في اتخاذ القرار على مبدأ الحرية والعدالة وسيادة القانون، هذه الرؤية التي صاغها نخبة من أبناء الوطن الذين خدم الكثيرين منهم وما زال يخدم البقية منهم في هذه البلاد التي نفديها جميعاً بأرواحنا ونعتز بأننا نضع كل إمكانياتنا في سبيل إنجاح هذه التجربة الجديدة.
ختاماً، فإننا اليوم كشباب نعلنها وعلى الملأ بأنه قد حان وقت العمل، وحان وقت أن نقدم لوطننا الأردن أفكارنا التي ستنهض بالعمل السياسي والحزبي لننطلق بعدها وفق الرؤى الملكية السامية لتحقيق ما نطمح إليه في أردن العطاء، ولنحقق أيضاً حلمنا في أن نعمل معاً من أجل نهضة حقيقية عنوانها المشاركة الشعبية الفاعلة من شمال الوطن إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه ومن مخيماته إلى بواديه، ولا بد للحلم أن يتحقق.
